إغفاءَةُ الحَطَّابِ .. الأعمى
كانَ حزيناً .. أبونا آدم
صحا يوماً
وتمشى في المراعي
وقال يارب خلقتني هكذا
كبيراً
ومهيباً
لم أكن طفلاً أبداً
لم ألهو بالفطائرِ التي تصيرُ عرائسَ
ولم أُلاكم الهواءَ فيرد الضربةَ وهو غضبان ..
لم تَقُدْنِي أقدامي للقريةِ الأبعد من الشمس
فيفزعَ أبي لغيابي وأشمَّ كيف أنهُ يحبني
أكثرَ من نساءِهِ ولعبِ الورق ......
لي عندك طفولةٌ
فاحفظها في خزانَتِكَ
وامسحني بها كلما خِفْتُ منكَ
أو سلَّطتَ عَليَّ الظُلْمَةَ
تتسعُ كلما اتسعَ الشهيق ....
ابتسمَ الربُ أخيراً
وأشاحَ بعيداً ..
تمشى في المراعي
وقال لولا أنه لا يليق
لأسررتُ لهُ بحزني
وكيف خلقتُ نفسي هكذا
كبيراً
ومهيباً
لا سباحةَ في الضحكِ
ولا فأسَ تلمعُ في الجداولِ
وتكبر كلما أكبر...
لا إغفاءةَ تحتَ الشجرةِ البعيدةِ
ولا الساحرةُ تهبطُ
وتمسكُ بي من ياقتي
وأطير...
لهذا أحبكَ فعلاً
وأنتشي لأفعالك الخرقاء
يا من تشكو وتشكو
وتعود تمشي في المراعي
تشدُ نَفَسَاً عميقاً
وتغني
بصوتٍ عالٍ ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يصدر قريبًا عن دار روافد ـ مصر