أخى محمد

أخى محمد
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عمر قناوي

كانت معرفتى بمحمد خير مفصلية فى حياتى ، سمعت اسمه  من خلال مجموعة يسار جامعة عين شمس فى منتصف التسعينات ، ثم التقيته مع أحدهم  لأول مرة فى المكتبة التى افتتحت حديثا وقتها وكنت مسؤولا عنها ،وبدا بالنسبة لى  شخص مدهش إلى حد كبير ،   فتى فى الثامنة عشر من عمره ، يمتلك عمقا يفوق سنه  بمراحل ، نمت علاقتنا سريعا وأحببت هذا الشخص العميق الذى يمتلك رؤية واضحة وثقافة واسعة  وحسا فكاهيا فريدا  وقدرة مدهشة على التعبير عن أى قضية معقدة ببلاغة وبساطة فى آن واحد .

سنوات طوال عرفته خلالها   صديقا ناصحا مخلصا لأصدقائه ،ميال للحق ، مستقيم ومتسق  مع ذاته ، ليس ممن يردون أفكارا ومباديء وينفذون  عكسها ، لا يتشبث  بصغائر الأمور أو توافهها  لن تسمع منه غالبا إجابة تقليدية لأى سؤال ، يأتى عادة  بإجابة أعمق وتشخيص أكثر دقة .

حين كتبت شهادتى عن الثورة  والتى ضمت تفاصيل يصعب تصديق بعضها  ، كنت حسن الحظ ان  خير تحديدا كان شاهد على بعض هذه التفاصيل ، كانت رؤيتى أن مصداقية اسم محمد  خير الكبيرة ستضيف كثيرا للعمل ، وهذا ما حدث ، مصداقية اسمه فى الوسطين  الثقافى والصحفى قطعت طريق التشكيك والتكذيب

لست أفضل من يتحدث عن ( كتابة ) محمد خير  ،ولكن  كمتلقى ، أقرأما يكتبه  بيقين أننى سأستمتع أولا بما سيقوله ، اتفق أو اختلف معه فهذه قضية أخرى هو كاتب يجبرك على الاستمتاع بما يكتبه ، يجبرك على التفكير أيضا ، يمتلك شجاعة تبنى أراء وأفكار قد يرفضها البعض ، تمتاز كتابته بقوة الحجة والميل للحق  يكتب ما يمليه عليه ضميره فقط  بلا حسابات  تقريبا ، مشغول بالكتابة وشغوف بها متمكن من كتابته ومسيطر على أدواته جميعها ، وكأى مفكر جاد  حين يتبنى رأيا لا يعتبر أن رأيه هو اليقين أو الحقيقة التى لا تقبل الجدال ، بل بعتبره فى النهاية مجرد رأى يحتمل الصواب والخطأ مهما كانت قوة الحجج التى تدعمه

فى مطلع الألفية كنت قد بدأت افكر فى تعلم العزف بآلة  العود، كان من القلائل الذين شجعونى على ذلك رغم أننى كنت وقتها فى السابعة والعشرين  ما يعد سنا متقدما نسبيا  ، بعدها بعشر سنوات فى عام 2011  أثناء صعودى إلى المسرح الكبير بالأوبرا عازفا لأول مرة فى حياتى  ، لم أتذكر وأنا أنظر للجمهور الذى ملأ جنبات المسرح سوى كلماته الداعمة والمشجعة فى المرة الأولى التى اقتنيت فيها آلة موسيقية.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم