أوقفي الهواءَ الذي يتطاير بيننا
عظامُ الشهداءِ تمرُّ في ذاكرتي
فتغلقُ المسام
فلننكس عيوننا قليلاً
تحيةً لهذه العظام
بائعةُ الفل
التي لا تعرف العملة الورقية
ولا تحب رائحة البخور
أصابعها تائهات
بين سيارة
وشرطي
بائعة الفل التي لا ترتدي “الجينز“
لكنها تدرك قدر الأنوثة
عاقبتها إشارات المرور
بالرصاصة الطائشة
أنا ساحرٌ استثنائي
فتابعوني
بإمكاني أن أُخرِجَ لكم من ذاكرتي وجوهاً فقدتُها
ومن جيبي قمصانَ شهداء
أبكي دونَ دموعٍ
وأتألمُ دونَ تأوهٍ
أحيطوني بعشرةِ نعوشٍ
وسأُفلِتُ
وأشيعها جميعاً
على كتفي مئاتُ الهزائمِ
وفي يدي رائحةُ دماء
لكنني آكلُ دون تأففٍ
وأنامُ دونَ أضغاثِ أحلام
كصنبورٍ لم يحكَم الغلق
نسقطُ واحداً واحدا
في بئرٍ معدٍّ لاستقبالنا
عبثاً نخبئ أرواحنا في كراتِ ثلجٍ
أو كؤوسٍ تستعدُ لرشفاتٍ تمزق ما بها
طابورُنا طويلٌ
فلا تتزاحموا
وتساقطوا
في هدوء
أغمضُ عيني
وأختارُ قاتلي
وأنا أضحكُ
إذ يمزِّقني
دون أن يدري أنه يفتحُ بابي
لأصبح سراً
يتناثرُ في هواءٍ يحمل هتافاً
أو يختبيء في حجرٍ
نائم في ميدان
أو يقفُ على كتفٍ ينتظر قارباً
ساذجٌ أنت يا قاتلي
أنتظركَ منذ سنين
لأرتقي
لن أنامَ مرةً أخرى فوق مهبطِ الطائرات
ولن أكرِرَ الوقوفَ عند خطِ الاستواء
أنا لستُ الرجلَ الذي يتحملُ طنينَ النحل
ولا عرقَ الكادحين
كلُ ما أستطيعُ فعله كتابةُ قصيدةٍ عن شهيد
دون أن أرى روحَهُ تذوبُ في كأسٍ كبيرةٍ
تعجُّ بالراحلين
مرَّ على مقهى وألقى التحية للنادل
عندما مرَّ على المقهى ألقى التحية للنادل
وأومأ بأخرى لرجلٍ يشربُ شايَ الصباحِ ويتفحصُ الجريدة
عندما مرَّ على المقهى وألقى التحية للنادلِ
وأومأ بأخرى لرجلٍ يقرأ جريدةَ الصباح، لمحَ صورتَهُ تحت عنوانٍ كبير
لمحَ صورتَهُ تحتَ عنوانٍ كبيرٍ في جريدةٍ يقرؤها رجلٌ أومأَ له بتحيةِ الصباح
فخلعَ حزاماً أسودَ من بنطاله
ووضعَهُ مائلاً فوقَ صورتِهِ
أسفلَ أفواهِنا
يقف حاملو السلالِ على مضضٍ
يلتقطون ما يتساقطُ من كلامِنا
آذانُنا لا تعاني من البطالة
وحروفنا تحتاج إلى إعادة تدوير
خاص الكتابة