غونترغراس: النحت أفادني في الكتابة

أحمد ضيف
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

رحل الكاتب الألماني الفائز بنوبل غونتر غراس أمس الإثنين في مستشفى لوبيك، بعد أن ظل شاهداً على الأحداث الكبرى في القرن العشرين. ولد غراس منذ 87 عاماً في "المدينة الحرة" التي أصبحت الآن جزءاً من بولندا، وفاز بنوبل عام 99 لمجمل أعماله التي عكست ذاكرة قرن مليء بالحروب شارك هو في إحداها، الحرب العالمية الثانية، كجندي في الجيش النازي، بحسب ما اعترف هو نفسه في مذكراته "تقشير البصل". هنا حواره الأخير بجريدة "الباييس" الإسبانية.

 

رحل الكاتب الألماني الفائز بنوبل غونتر غراس أمس الإثنين في مستشفى لوبيك، بعد أن ظل شاهداً على الأحداث الكبرى في القرن العشرين. ولد غراس منذ 87 عاماً في “المدينة الحرة” التي أصبحت الآن جزءاً من بولندا، وفاز بنوبل عام 99 لمجمل أعماله التي عكست ذاكرة قرن مليء بالحروب شارك هو في إحداها، الحرب العالمية الثانية، كجندي في الجيش النازي، بحسب ما اعترف هو نفسه في مذكراته “تقشير البصل”. هنا حواره الأخير بجريدة “الباييس” الإسبانية.

كإنسان، ما الذي تمنحه لك كتابة الشعر يوميًا؟

أول كتاب نشر لي في الخمسينيات كان ديوان شعر به رسومات. ثم بدأت بعد ذلك في كتابة رواية “طبل الصفيح”. وفي تلك الفترة كنت أدرس النحت في برلين. كنت أكتب رواية وكلما أنهيتها أدخلت عليها تعديلات مضطراً. حينها كان الشعر، إذ انتبهت أنني كلما وجدت نفسي في صور متعددة في الرواية كنت أبتعد عن ذاتي. وأنا كنت أريد أن أعود لذاتي وأقيس نفسي بهذا المعنى.

وهل كنت ترسم؟

عندما أرسم وقتاً طويلاً يتحتم علي العودة للكلمات، للشعر. كنت أحاول العودة لألتقي بنفسي، وألتقي بالمكان الذي كنت فيه لأن كل نشاطي الداخلي كان يبعدني عن ذاتي.

وماذا كنت تجد عندما تعود لذاتك؟

في الخمسينيات والستينيات اضطررت للبس نظارة وكتبت قصيدة عنوانها “مؤقتًا ما من هاوية مع النظارة”. حينها قلت إن كل شيء محدد غير أنه مقعر، وأن التعكير يُرى أكثر تحديداً. وخلال سنوات انتبهت لعملية الشيخوخة، أن ثمة إنهاك يحدث لأعضاء الجسد وأننا في حاجة لترميم الخلل. اكتسبت أيضًا وعيًا بأن كل شيء زائل.

ما من كتاب من كتبك إلا ويدور حول مركز حياتك الخاصة، بداية من “طبل الصفيح” وحتى “تقشير البصل”. هل يساعدك الفيكشن على حكاية واقعك من الداخل؟

نعم، ولهذا أريد أن أقول إن كتابي الجديد الذي سينشر في الخريف مجموعة نصوص قصيرة أريد أن أعكس فيها العلاقة المكثفة بين النثر والشعر. الألمان عادة ما يفرقون بينهما. وأنا أريد أن أجمعهما لأنني أعتقد بوجود علاقة بينهما، فالحدود بين النثر والشعر مختفية وذائبة.

كيف ترى التمازج بين الشعر والرسم؟ وهل يسمح لك ذلك بأن تقول بشكل أفضل ما يحدث؟

ورثت من أمي الموهبتين، وليس معنى أن أفعل شيئاً أن أترك الشيء الآخر. لقد فهمت مبكراً أن لدي الموهبتين، وأنه بالكثير من الجهد يمكن أن أطورهما وأحاول التعبير عن نفسي بمزجهما. وكان الاختيار بين شيء أو آخر ليس بديلاً، بل إثراءً للحالة. مثلا، لو كتبت خلال فترة طويلة أشعر بأن النحت أفادني إذ كنت أشعر بأنني أعبّر عن نفسي من جميع جوانبي. الكثير من قصائدي تبدأ برسمة، وعندما تأتيني فكرة مجاز أكتبها على الورق أولًا وبعد ذلك أحولها لرسمة لأرى إن كانت قابلة لذلك أم لا. في “اكتشافات” كنت أرسم بألوان زيتية وقبل أن تجف الرسمة أبدأ في كتابة أربعة أو خمسة سطور. هذا مثال لكيف يمتزج كل فن مع الآخر ويثريه.

مقالات من نفس القسم