شجرة جافة للصلب

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 102
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سهام بيومي

في المجموعة القصصية الثانية "شجرة جافة للصلب" للأديب الشاب هاني عبد المريد شخوص في معترك الحياة اليومية، تبدو نمطية، مساقة إلى قدر ما، ويعبر في لغة شاعرية مقتصدة كضربات الفرشاة المتواترة فيجعلنا نراها برؤية جديدة، وهى تتراوح بين الفاعل والمفعول به في رد فعلها، يقف بها على حافة الرؤية أحيانًا، وأحيان أخرى ينجح في طرح تساؤلات خاصة حول تلك الشخصيات التي تتمسح بالجدران وتبدو مسالمة بشكل ما، هى في النهاية وقود الحرائق والصراعات المدمرة، لماذا؟ هل لأن الطوفان يأتيها من نفس الموضع الذي اختارته إيثارًا للسلام؟

وهنا يلعب عامل الزمن دورته في بلورة الرؤى دون أن يثقل بوطأته على نسيج القص في المجموعة كلها.

ينجح هانى عبد المريد في خلق تلك الرابطة بين قصص المجموعة، فالقصة الأخيرة فيها فصل جديد في عالم القصة الأولى، وبينما تقع قصص المجموعة بحيث إن النهاية في القصة الأخيرة التي تراكمت بفعل عامل الزمن تلقي بضوء جديد على كل قصص المجموعة، وتجعلنا نعيد النظر فيها ثانية بعد الانتهاء من القراءة وقد عبر عنها ببراعة.

ففي القصة الأولى “شراسة لا تسيء للبعض “يقدم لنا قصة بوكا” رجل الجبال القابض على النار، الذي عاش في سلام مع باقي المخلوقات، هى مستوحاة من قصص الخلق، ثم جاءت موكا وغمرا المكان بنسلهما لكنه ظل يعتقد أن كل شيء ملكه حتى أن توجا أحد أبنائه عندما مارس حقه الطبيعي في الحياة مثله، يعتبره عدوًا ويحاربه بضراوة.

في القصة الأخيرة يقدم لنا تلك الشخصية النمطية المحايدة التي لم تكن تتمنى هذا الصراع، ولم تنحز إلى أحدهما وهى مساقة إلى الإعدام دون ان تعرف لماذا، وكل ما تتمناه موت رحيم، هذه النهاية هى نهاية عدد من شخصيات المجموعة التي ظلت مفعولًا بها، ولم ينجها السير في ظلال الحوائط.

وفي النهاية في مجموعته الأخيرة بعد مجموعته الأولى إغماءة داخل تابوت، ورواية عمود رخامي في منتصف الحلبة، يطور الكاتب أدواته وقدرته البارعة في صياغة عالمه الخاص.

………….

جريدة الجمهورية 19 يناير 2006

عودة إلى الملف

 

 

مقالات من نفس القسم