أبواب الليل.. أبواب تونس

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 42
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سعدي يوسف

في معرض الدار البيضاء للكتاب ، المعرض الأخير في فبراير ( شباط ) هذا العامَ ، التقيتُ وحيد الطويلة ، في مطعم فندق أدّو أنْفا  ( أي الدار البيضاء بالأمازيغيّة ) ، وكان له فضلُ إهدائي نسخةً من روايته العجيبة

" باب الليل" .

وعدتُه بقراءتها ، وقد قرأتُها ، ممتنّاً .

لقد أعادني إلى أيّام تونس ، التي عرفناها ، بما فيها ، بعد أن طردتْنا دبّابات شارون من بيروت ، لتلقي بنا عبر البحار … نحو شواطيء تمتدّ من طرطوس السوريّة ، حتى حمّام الشطّ التونسيّ ، بل حتى فانكوفر الكنديّة !

*

عبر صفحات الرواية  ، وهي 248 عدّاً ، نهبط إلى القاع ، القاع الحقيقيّ ، غيرِ المهذّب أوالمشذّب .

نحن في القاع ، في المستنقع : الثورة وفلسطين ، تونس وأهلها ، الرجال كالنساء ، والنساء كالرجال .

وهناك مَن يريد الذهاب إلى العراق ، لينضمّ إلى المارينز !

من السطور الأولى تشتمّ الروائح :

المرحاض !

العالَم مرحاضٌ ، كبيرٌ ، يوميٌّ ، مقصودٌ ، مؤهّلٌ .

هنا تتفّسُ الرداءةُ :

جنساً

وسياسةً

هنا أيضاً ، سوف يظل أبو جعفر ( الذي حفظ له وحيد الطويلة اسمه ) أميناً على هواه العراقيّ ، على أسطورة معركة المطار ببغداد 2003 ، وحلم عودة صدّام حسين على جوادٍ أبلقَ .

) كان أبو جعفر صديقاً لي في تونس تلك الأيام (.

*

الرواية مصريّة .

و ” باب الليل”  التي كُتِبَتْ بين مقاهي تونس وأبوابِها ، تظل مصريّةً ، بمهارتِها وراديكاليّتِها ، وبالإيهام الذكيّ الذي يجعلك تحسُّ أنك تقرأ حياةً ، لا روايةً عن حياة !

لندن 03.02.2016

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم