“يجرى فى ملابسه كالضليل” لحسين عبد الرحيم.. سرديات تكشف خفايا النفس البشرية

يجري في ملابسه كالضليل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أحمد محمد زايد

أستكمل في هذه المقالة تحليل المجموعة القصصية “يجري في ملابسها كالضليل” للكاتب حسين عبد الرحيم،  والصادرة أخيراً،  وأتوقف عند قصة “إرث”،  والإرث يؤول من المورّث للورثة،  لكن ماذا يقصد به الكاتب،  يصف الإرث قائلاً في قصته: “تلك الكتلة الغريبة ليست لإنسان ولا لجماد،  تلك الثقيلة المتشعبة الآتية من المجهول..هذه التركة الراسخة منذ عصور بعيدة من المصير والقدر، من الخرافة ومعاندة السكينة، من القرون التي لا أملك لها عددا، هوت على رأسي اعتلتنى، في البدء جثمت على يافوخى، كأخطبوط تشعبت بجراثيمها السامه، تتمدد بخبث كظيم ومراوغ، غاصت فى رأسى الساكن الهائج بالأفكار”. ومن خلال هذه الومضات السردية المتلاحقة يكشف لنا النص ماهية هذا الإرث الناتج من طحين هذه الكتلة الغربية التي ليست إنساناً ولا جماداً كمال قال، ولكنها جاءت من مجهول، ولأنه أشار إليها فقد أصبحت بحكم إشارته معلومة لديه، والدلالة على ذلك أنه قرأها وتغزل في وصفها وسكنت رأسه واعتلته وجثمت على يافوخه بما تحتويه من جراثيم سامة، وخرافات وكوابيس وآلام.

هذا الإرث الذي ورثه الكاتب من عقود لا يعلم لها عددا، وزرعت فى منابت جسده كل متاعبها وأوجاعها الظاهرة والخفية لتفرز فيه عصارات من سموم متكورة في صورة بويضات سرطانية، وننظر إلى مفردة “بويضات سرطانية” التى تحمل مفردة تصنع، إذ من المعلوم أنها خلايا سرطانية وليست بويضات، ولكن باستبدالها بمفردة بويضات تعمقت في المعنى وهذا يعنى أن الدراما والفن يغيران الواقع الملموس إلى واقع مغاير، وهذه إحدى خصائص الفن.

وهذه الأوجاع والمآسى اتخذت من الليل والظلام والسكون مسرحا لعملياتها لاقتحام أعضائه واستباحتها، حتى عطلت مسعاه وأجبرته على الاستسلام، وما استسلامه الذي ذكره في قصته إلا استسلام مخادع، والدليل أنه واجهها بأقوى الأسلحة وفضحها وحذر منها المجتمع بقلمهوعصارة أفكاره.

في قصة “الليل والنهار” أي الضدان، الأبيض والأسود، الظلام والنور، الحلو والمر، الحق والضلال، إلخ من التأويلات، يمتزج فيها الواقعبالخيال، الضحك بالبكاء، البراءة بالاتهام، الشجاعة بالخوف، يقول فيها الكاتب “صدر أمر من مجهول بالقبض عليّ فورا، كيف لا أعرف؟ دبروا لي محاكمة سريعة، وحكموا عليّ بالإعدام شنقا، بت أسير فى الليل فى أماكن

اخترتها بعناية” ولأنه كان مجرد اتهام وقد أحس بخطورة هذا الاتهام الذى يكلفه حياته، لم يستسلم ولم يرضخ بل لبس

ثوب الشجاعة والحقيقة كى ينتصر ويكشف عن نفسه الجناة الحقيقيين، الذين أذهلتهم مفاجأة وصوله إليهم فى جنح الظلام.

أما في قصة “جسور” فيقول الكاتب فى مستهل قصته: “ورأيتنى أركض لاهثا”، وهنا بداية ساخنة بدأت بالحركة السريعة، ويسترسل قائلا “كان الغروب قريبا والليل يزحف خائفا فى البلاد” وهنا مفارقه، فمن المفترض أن الخوف من الراكض لاهثا وليس معطوفا على الليل، فالليل فىالأساس هو مصدر الخوف بمعنى أنه هو الموحش المخيف.

ويستكمل الكاتب افتتاحيته قائلا “واستطالت جسور الإسفلت وبقى الحصى يلملم هالات الأدخنة وقتما انحبس الغبار فى رياح الغضب، ولاحت سيده عجوز تصرخ فى المغيب وأنا ارقب بعين الطائر بقايا جثث وبزات سوداء تنفرط”، لتبهرنا هذه المقطوعة السردية ونشتبك معها فى صورتها الشعرية ونحن نرى الكاتب وقد حلق بجناحيه عاليا كي ينظر بعين الطائر إلى هذه الجثث والبزات السوداء المنفرطة على الأرض، ثم يحدد لنا الظرف المكاني كما سبق وأن حدد لنا وقت الحدث عند دخول الليل وأماكن حدوث هذه القصة جهة الشرق… ساحة التحرر، جهة الساحل، وسط المدينة، ثم يحيلنا بعد ذلك إلى مفردات الدراما القاتمة المحملة بصنوف الوجع من صفع وطلقات رصاص ودم وصعق الخ .

في قصة “أماديوس” يقول عبد الرحيم: “فلتضحك أيها الساحر، حتى يتوه هذا المتسلط الخائف وسط رائحة حرق الجثث القريبة من مرمى البصر في الشارع الطويل الواصل حتى آخر حدود المدينة النافرة، ثمة من وضع يمناه في جيب معطفي الشتوي وبانت أصباغ الممثل بوجهه الدموي وتلك الأظفار الملونة بطلاء قرمزى غامق لدور مهرج وحيد للتراجيكوميديا”،

ثم يسترسل ويدخل صوت آخر لشخصيه أخرى أكثر تسلطا بقوله “فلتخرج ما فى جيبك يا ابن القحبة”، ومن خلال هذا الديالوج السردى يلقى الضوء على هذه المأساة، وكأنها مشهد سحرى لغرابة ما يحدث فى هذا المقطع وما يحتويه من مشاهد مأساويه بها حرق للجثث والسرقة والسلب والنهب من شخصيه متسلطة تتخفى فى ثياب وأدوار ممثل رغم ظهور

وجهه الدموى وأظفاره الملونة وأنه فى حقيقه الأمر لا يعدو كونه قاتلا وسارقا لذا فليفضح نواياه ويلعنه ويلعن كل ما فى جعبته من وسائل الخداع بعد أن رأى نتيجة صنيعه وشاهد الدم المندفع بغزاره فوق سطح النيل، وهو ما يتطابق مع ما حدث من تنظيم داعش وأبنائنا الأقباط فى أحداث درنه بليبيا.

في قصة “نجف بنور”  يفتتح الراوى حكايته بفعل ماض قائلاً “خرجنا من أول العرب بعد الفجر بدقائق، عبد العزيز محمود يتكئ على كتفى”،الحدث هنا هو الخروج، ومن أول العرب، دلالة مكان الحدث، بعد الفجر بدقائق وهو زمان وقوع الحدث، عبد العزيز محمود أولىشخصيات القصة، ومن خلال ثلاثة عشرة مفردة يتضح لنا انها تمثل قصة قصيرة جدا، إذ تحتوي أدوات القاص المحترف، الذي يسلط الضوء على شريحة عريضة من شرائح المجتمع كأبطال مسرح الحياة في أماكن متعددة وأزمنة متفاوتة أماكنها في المقهى – شارع محمد على – أحمد ماهر – مساكن هيئة قناة السويس – دورة المياه – ومدى التفاعل من الشخوص والأحداث مع هذه الأماكن والأزمنة، وما تسببه المخدرات من سكر وانحرافات سلوكية ولا تخلو القصة من الألغام الدرامية ومفرداتها.

قصة “زينب” المأخوذة من شخصيات قصة “نجف بنور” التى تسبقها في الترتيب والتي سبق الإشارة إليها، ابنة الشهيد عبد التواب الذي أدهشته بهيئتها وجمالها الأخاذ الذي سرى فى أوصاله وإصابته بنوبات عشق أحادي أي من طرف واحد وجعلته يطرح حزمة من الأسئلة السؤال تلو الآخر: “هل رأتنى زينب؟ هل تعرفني زينب حقا؟ هل شاهدتني في أول العرب؟ هل أحست بوحدتى؟ هل تعرف اسمى؟ هل تعرف شيئاعن وحدتى؟ غربتى؟ حيرتى؟ تناقضاتى وجنونى؟ صمتى الذى

يخفى جحيما وراء السكوت؟” ثم يتساءل “هل عشقتها؟ أحببتها؟ هل ستتزوجها؟ ماذا تريد منها إذن؟ وماذا تريد هى؟ من سيذهب معك إلى هذا البيت الجميل؟”، كل هذه الأسئلة لا تكون إلا من تجربة العشق والهيام والتى جعلته يطمئن إلى أنها تبادله هذا العشق وجعلته يراها فى ابهى صورة ويصفها وصفا شاعريا قائلا: “عشها الدافئ السابح فى زقزقات الطيور وحمامات تحط فوق أفرع السيسبان وسط الجذوع حتى منتهى الشراشف الحمراء”، ويقول: “لم تسكن الطلات ولا خمد الشرر إلا مع رؤيتها في شرفتها خلف النافذة”… ويقول “كنت وحدى وصرت الواقف أتطلع إلى سماء حبلى بالزرقة ودموع سارحة فى عيونى الخ الخ” من الجمل السحريه التى تشف وترف فى الوصف وتصيبه بحالة من  الوله من فرط ما تخلله الوجد والهيام تجاه محبوبته حتى أفقده الوعى، فيقول: “سمعت من يهتف بى في رهبة يأمرنى… اصعد فاذا ولجت نفذت واعتليت واخترقت.. وإذا دنوت احترقت” ليتناص تناصا معراجيا بالروح، فهل كان هذا حلم اليقظة، أم ذكريات حب قديم استنطقته الأحداث، أم  كان نتاج مادة المخدر الذي أفقده الوعى وعبث بما فى ذاكرته.

في قصة “أول العرب” يلقي الضوء على جزء من سيرة الكاتب نفسه، مولده، نسبه، علاقته بالمكان والزمان ودوره فى الأحداث وهو بالطبع اللاعب الرئيسى، حيث أنه وحده من يصنع المشهدية والحبكة الدرامية وعناصر التشويق وموقع الأحداث وطبيعتها، التى نستخلصها مما ورد من مفردات وجمل سرديه تلقى بظلالها على المواقف من حالات الفرح والحزن والخوف والألم والوحدة.   

في قصة “ظمآن” يطرح تساؤلا عن ماهية العطش وأسبابه، ويقول: “كنت ظمآنا صرخت فى الوجود حولى، كان المكان غريبا وغير مالوف، بعيدا عن كونه مظلما، كان للهواء الليلى رائحة ونس ذكرتنى بأخي الأكبر الذى أحبه كثيرا رغم كل ما سببه لى من آلام عبر حيوات سابقة جمعتنا، الدنيا ليل وأنا السائر وحدى فى بلاد غريبة لاتعرفنى”، لنكتشف من النص أن الظمأ ربما لا يكون للماء بقدر ظمأه للأمن ولالتئام الجراح من الآلام التى سببها له أخوه الأكبر، وطلبه ونيسا للوحدة والغربة، ثم يقول: “هناك عربة نقل كبيرة محملة بخزان ممتلئ بالماء النقى”، حسب ظنه فكيف حكم على ما في خزانها وهو لم يتطلع إليه بعد، وعندما كشف الغطاء فاحت من الفنطاس (الخزان) رائحة خمر معتقة، فتركها ورفض أن يروى ظمأه، رفضا للعمل غير المشروع، حتى وقع نظره على القلة المعلقة بسلاسل غليظة فى الشجرة العتيقة ليتجدد الأمل لديه بعدة رشفات منها حتى يتلاشى الظمأ، فإذا بالضابط يمنعه من الاقتراب، وهنا يطرح الكاتب لغزا، فقلة المياه عندما تعلق على غصن الشجرة لا تحتاج لجنازير غليظة أو سلاسل لحملها أو إلى كلاب بوليسية لحراستها، لذا فحل اللغز يتعلق بالحالة الشعورية المكونة من المأساة، الخوف، العطش، المطاردة، الظلام.

في قصة “أصوات”، يفتح الباب للتأويل للعوالم المتضادة (الأبيض والأسود) (الليل والنهار)(الوعى و اللاوعى) (الحق والباطل) (الحلو والمر)(الغموض والوضوح)(الحار والبارد) (القوه والضعف) مستمدة تفاصيلها من الثورة، وتاريخها.

في قصة “نداء الليل” يقول “كنت ومازلت بين الأبيض والأسود”، وهي بداية بالفعل الماضي كما في معظم القصص، لكنها هنا يدمج الماضي بفعل يفيد الاستمرارية وهو “ما زلت”، يقول “كنت ومازلت أتقلب فى فراش وثيرة بلا أرض ولا عنوان

خارج الزمن الفعلى للحلم. بلا سكن أسأل عن عنوان الكائن وصوت موسيقى لعلى اسماعيل تمشى بالخيال، وذاكرتى  بزمن ما مضى، وسط سحابات رماد ثلجية ورحبة، لـرانى وقد عدت صبيا وضفدع يئن وسط زرعة البوص وامرأة شقراء  فى صحراء خالية تحلم بالحب وقد سطر على جبينها العهر مثل كذبة ومطلب درامى لمخرج يعشق التلونالميلودرامى فى فيلم تراجيدى خمسينى بحسية شائنة خرف ورغبة وعشق لمجهول حتى آخر العمر..لنجد انفسنا امام فضح لنوايا

هذه الشقراء الماكرة العاهرة المتلونة التى تحلم بالحب في صحراء خالية إذ أنه حب شكلى ملغوم يخفى خلفه نواياها الشائنة غير محمودة العواقب ومجهولة الهوية” فى هذه القصه اللاذعة بما تضمه من مفردات الخوف، الهدر، النكران، تطاير الغبار، الخرس، الموت، الهذيان الانصهار، الظلام، النار، الهروب، السكر، الصخب، الغرقى، المجهول، الثأر، كل هذه المفردات التى تعزف موسيقى الأوجاع والألم النفسى والبدنى، فى قصه تم اختيار اسمها بدقة فنداء الليل يكون موجها للنائمين لحثهم على اليقظة وهذا النداء بمثابة الرسالة التى أراد المبدع أن يصوغها ويهديها لمجتمعه ورواده ومريديه وجمهوره والمجتمع بأسره.

يفتتح عبد الرحيم قصة “حبات عنب” قائلا: “لا أعرف ما العلاقة بين هذا الكرسى الهزاز الذى يزورني  فى حلم متكرر وتلك الأصوات، أنات إطارات كاوتشوك لعربة نقل بدفورد تقل والدتى، تحمل ثمار الجوافة..الدنيا ليل..أقول لنفسى فى الحلم بعد الواقع الدنيا ليل يا عم فرحات” وهنا يزج بشخصية أخرى لم يكن لها علاقه بالراوى، الذى لايعرف العلاقة بين الكرسى الهزاز فى حلم متكرر وهذه دلاله على حياه غير مستقرة، والمعادل الموضوعى بين الكرسى الهزاز والحركة السردية الناجمة عن أصوات أنات إطارات الكاوتشوك لعربه نقل تحدث أصواتا مزعجة فى سيرها، ثم يقول “وأجدنى قد عدت إلى الزمن القديم، علما بأنه قد أشار إلى هذا تلميحا إلى العربه البدفورد، ولكن مفسرا مفردات هذا الزمن الذى تراءى لأذنه بالسمع ولبصره حين رأى سواد الاسفلت والعربة الخشبية التى تجرها الخيول فى طريق ميت الكرما فى الظلام بعد ان انفرطت حمولتها من أكوام البطاطس وحبات العنب،  فتلك المشهدية المرتبكة تفسر تساؤله حول تكرار الكرسى الهزاز فى الحلم المكسو بالكوابيس والأرض البور والتحذيرات من قطاع الطرق.

ويضيف: “وأنا معلق فوق شجرة سرو قريبه من سماء الله أرقب اللصوص قطاع الطرق، الأنين من زراعات القصب وبالطبع الأنين لايكون من زراعات القصب كنباتات”، ولكن الأنين مما يحدث بداخل هذه الزراعات من أحداث مستترة تنم عن أنها أحداث غير سعيدة ولذا تسببت في هذا الأنين.

لغة الكاتب في قصصه، لغة خاصة به، معجونة بخبراته الخاصة، وفهمه لآليات القصة القصيرة بتقنياتها الحديثة المطعمة بلمسة شعرية، دون أن تغيب عنها عناصر التشويق.

المكان في المجموعة القصصية:

فضاء أحداث قصص المجموعة، مفتوح وغير محدد، فهو يتنقل بين الواقع والحلم بشطحاته وتجاوزه حدود المكان والزمان، فى الشوارع والحارات والأزقة والإسفلت، والصحراء، وحقول القصب، والمقاهى، والمقابر وغيرها.

 كما تمتع زمن القصص بالانسيابية، والتتقل بين الليل والنهار والماضى والحاضر واستشراف المستقبل، وصيد لحظات مختلفة من اليوم، مثل غبشة الصباح والشبورة، والغروب والليل، ونسمات ما بعد الفجر. وهناك أيضا أزمنة مبهمة وردت فى سياقات القص مثل قوله “أسبح فى ملكوت الجمال”.

اللغة الشعرية:

تفيض بعض النصوص بالصور الشعرية المبتكرة مثل قوله (تحيلنى أشلاء موزعه بين أكثر من روح فى جسد واحد – ذاكرة من نار وتناقض – والليل يزحف خائفا فى البلاد – البرد يصهر الأنوف المثقوبة والأنفس محجوبه بالهواجس والنذركانت تنكش القش بأنامل من نور، أصابع بيضاء شفيفة تسطع

فى غبشة الصباح – عشها الدافئ السابح فى زقزقات الطيور سماء حبلى بالزرقة ودموع سارحه فى عيونى – اجتر عقودا ما لا أعلمها ولا أملك ثمة مواقيت لما فات).

السيكولوجية الإبداعية:

هناك إشارات واضحة للحالة المزاجية المتقلبة لأبطال النصوص، بخليط من الحزن والفرح، الحركة والثبات، العشق والهيام والترقب، التهور والهدوء، وغيرها. لكن الاحترافية والاستخدام لعدد وافر من تقنيات الكتابة، وامتلاك مخزون ثقافي أدى إلى تميز هذه المجموعة القصصية، بما تضمه من فكر عميق ودلالات واضحة حملت جرس إنذار ورسائل مجتمعيه لقضايا متنوعة تكشف النقاب عن خبايا النفس البشرية.

مقالات من نفس القسم