إيمان أحيا
لاحظت أن الإلهام يأتيها على سجادة الصلاة، تتزاحم في عقلها الأفكار، يتبدى لها أبطالها كأنهم يعبرون أمام قبلتها، يلوحون لها، تسعد بهم، تتمنى أن تنهي الصلاة على عجل لتلحق بهذا السيل من الإلهام .
ستملأ الأوراق سيلمع نجمها أكثر وأكثر، قررت الإكثار من الصلاة، ستصلي، ستصلي حتى يأتيها المزيد، فرح يغمر أحدهم، لم تعد الصلاة فرضا، أصبحت وسيلة لغاية أخرى، وذاك الفَرِحُ يتلوى ضحكا لما أنجز، وفجأة انقطع كل شيء، انقطع الإلهام وكادت تنسى ما تتذكر من كلام، اهتزت،ارتعبت، ارتمت في أحضان قبلتها تنوح، وكلما ذرفت من الدمع هدأت وسكنت نفسها، ولم يعد يشغلها شاغل، تحول الفزع والرعب لذاك الضاحك ليشتعل ويشتعل، انصرفي عودي عن هذا الهراء ماذا تفعلين؟ كل هذا زيف لا وجود لجنة أو نار، لا طائل من صلاتك، لن تنجيكِ، عودي، ولكن هيهات، لم تعد تسمع سوى صوت الخشوع بينما ذاك الهامس يتلاشى باحثا عن حيلة اخرى ليعيد الكرة والمجيء.