فتحب الليل الذي يجمع حكاياته والمطر الذي يعزف ألحانا لأبطاله ويبرأ إنكساراتهم ، والماء الذي يغسل عابري السبيل والحيارى وأصحاب الليل .
وتبدا في مجموعته ” قبل أن يعرف البحر اسمه ” بالإيمان بأن الفرق بين الحقيقي والمتخيل هو ما نصدقه نحن ، وما نرغب في قبوله .
وتصل في لحظة لنسيان كل ما عرفته في كتب العلم ، لتصدق أن الغابة كانت إمرأة تجمع هدايا من العالم لتدخرها لزفاف ابنتها ، وتفكر كثيرا في البنت التي تزيح كل عام ضلعا من جسدها لتفسح مكانا لقلبها الذي يثقل بالذكريات والحزن ، وتفرح لأنك عرفت سر وجود البنات الشقراوات في العالم ، وأن السبب هو أن الصياد الذي احتفظ بالشمس في زجاجة منح البنات خيوطها .
تحب كل ما لديه وما يقدمه بخفة ولغة حلوة ، وخلق أسطوري فتنسي أين كان الحقيقي والمخترع في كل ما تقرأ وتحب فيما يكتب .
تفكر في القيثارة التي نسجها ، وفي الكون الذي يتزوج فيه الخيول من البحر ، وتقع فيه سحابة في هوى قارب .. عند هذه القصة ستترك قطعه من قلبك تذوب مثل كمشة سكر لتضيع في هوى كل ذلك الجمال .
قصة مثل تلك قادرة على أن تفسد عليك متعه مراقبة السحاب قدر ما تبقى من عمرك ، لانك في كل مرة ستنظر للسماء الملبدة بالغيوم ستجد نفسك تتساءل ” ترى أين هي حفيدات السحابة العاشقة التي ربطت شعرها بشريط احمر لتلفت انتباه القارب ! ستفكر فيما تفكر فيه كل سجابة وربما كل موجة وكل نسمة هواء .
سيصبح العالم من حولك عالما آخر ، يمكن لكل شئ فيه أن يقص حكاياته فتقع في الغواية والحب .
انت تتعامل مع كاتب يحول كل ما يمسه قلمه لمحبة ، ويخلق حالة من التناغم تليق بحفل موسيقى كبير .. يقدم موسيقى ملائكية ، يعزفها الليل والنهار وقطاع الطرق والأمهات والطيور والفوضى والشر والخير والصفات كلها وكل ما جاء لعقلك او اختفى لأنه اراد ذلك .
يتحرك بقوة أكثر كلما قدم للعالم موسيقاه . فمنحنا في قصصة التالية ومجموعته الثالثة ” قصص تلعب مع العالم ” الكثير من التدفق والبراح والحرية التي باتت تتساقط من كل الأشياء .
ويحب الرجل المتجول ، المراة السيرك دونما حاجة للقاء ، ويجمد الثلج المدينة اعوام ثم يبدا الفرح من الصمت ، والحب من الغياب ، والحنان من البرد
فتزيد الفرشاة والألوان اللعب ، وتحصل كل حكاية على ما تمنت
قصص تلعب مع العالم ، ومحمد الذي يطبق يديه ويفتح قلبه على غواية الحياة فيمنحنا لحنا سحريا يعزف بلا توقف ، و كتابة تبقى كلما نظرنا للسحب في السماء وصمتنا بما يكفي لنسمع همسات العالم وحكاياته .