هيام فاروق
عشان أكتب عن حسن لازم أبدأ من الأول، من نجع حمادي. من قرية القناوية اللي اتولد فيها يوم 19-6-1976، على الرغم من إنه متقيد في شهادة الميلاد بعدها بأربع شهور، تحديداً بتاريخ 23 أكتوبر، بس هو بيحب يحتفل بالتاريخ التاني، ومقتنع إن كل صفات برج العقرب فيه.
حسن بيحب قريته جداً، ودايماً بيقول إن أهلها من أطيب الناس اللي ممكن تتعامل معاهم من غير تمثيل، كان بيحب جده من الأم، وبيقول إنه كان الطفل الوحيد اللي في القرية اللي كان كل ما يشوفه بيديله جنيه بحاله، وهو كمان اللي حببه في مشاهدة الأفلام الأجنبي.
أثناء دراسته، التحق حسن بمدارس كتير، أولها مدرسة القناوية الابتدائية، وبعدين مدرسة خالد بن الوليد الإبتدائية، وبعدين مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية، وبعدين مدرسة الشهيد خيرت الثانوية.
حسن ابن قرية، وابن مدينة أيضاً، وده يرجع لإنه انتقل أثناء طفولته من القرية إلى مركز نجع حمادي لما كان في تالتة ابتدائي، ومع ذلك، لسه حافظ لهجتها لغايت دلوقتي وبيحاول يحفظها لي أنا وصوفي.
وكان من هواياته المفضلة جداً لعب كرة القدم والبلياردو وتنس الطاولة، بس الأهم بالنسبة له الآن البلاي ستيشن، لدرجة إنه عايز يجيب واحد في البيت ويعلمني عليه علشان ننافس بعض.
حسن كان لازم يطلع روائي، كان مدمن قراءة من طفولته. مامته بتقولي كان بيقرأ طوال الليل في الضلمة عشان ما حدش يحس بيه، وأوقات كتير كان بيحط القصة داخل الكتاب المدرسي علشان محدش يشوفه، ويعتقدوا إنه بيذاكر بجد، وفجأة يقول لمامته هاتيلي ورقة وقلم بسرعة علشان جاتلي فكرة لقصة دلوقتي.
طنط بتقول إنه كان متفوق جداً في دراسته ،على الرغم من عدم اهتمامه بالمذاكرة مثل بقية إخواته.
نسيت أقول إن حسن عنده 4 إخوات: حسين ومحمد وبثينة وأحمد، لكن حسن دايماً بيعترف إن أحمد الأقرب لقلبه، وبيقول ده تربيتي.
باباه ربّاه تربية صارمة جداً، النوم بمواعيد، والخروج والدخول بمواعيد، بس حسن مش بيحب يتكلم عن باباه كتير، كل شويه يقولي: كان بيعاقبني لو مصلتش ويسمع عليَّ القرآن طول الوقت.
أحمد اخوه بيقوللي إنه أكتر عقاب كان بيعاقبه حسن لأخواته وهما أطفال، إنه يمسك رجل واحد منهم وميسبهاش قبل ما تمر نص ساعة، على سبيل الهزار!!!
أقرب أصدقاء حسن ليه في نجع حمادي: محمد صديق ومحمد أبو عياط وهشام حامد ومحمد علي وعبد الناصر علام، وفتحي عبد السميع. في فترة الكلية كان حسن محبوب من الجميع، خاصة البنات، زى ما بيقول: “علشان كلهم بيثقوا فيّ وبيعتبروني مثلاً جيداً للشاب الملتزم”، طبعاً بيقولها بتريقة.
أثناء دراسته كان بيراسل جريدة أخبار الأدب، وأرسل لهم أكثر من قصة، وفازت إحدى قصصه بجائزة، وجمال الغيطاني اداله فرصة للتدريب في الجريدة وظل بها حتى تم تعيينه. ودايما بيجيب سيرة جمال الغيطاني بشكل كويس جداً ويقول إن له “الفضل في كتير من الحاجات اللي وصلتلها دلوقتي”.
حسن بعد جوازته الأولى التحق بالجيش، ودايماً يقول: “فترة الجيش بعدتني عن بنتي وهي صغيرة”، إلا إنه دايما بيعترف إن الجيش علمه الصبر والانضباط والهدوء وسرعة الكتابة على الكمبيوتر، لإنه كان بيكتب هناك كتير.
كان بيروح بيته كل يوم، بس بيقول: “كنت بنام وبحلم إني اتأخرت على ميعاد الجيش وأصحى مذعور، وأقوم وأقول الحمد لله ما راحتش عليّ نومة”. وبيقولي: “دايماً كنت بعدّ الخطوات من تحت البيت لغاية التاكسي علشان أعرف سرعتي، وإذا كنت اتأخرت عن ميعادي ولا لأ، كنت بخاف أتعاقب”.
حسن بيحب صوفي جداً جداً، ودايما لما يكتئب أو يزعل من أي حاجة يقوم ويفتح اللاب توب أو ألبوم الصور الخاص بيها ويتفرج على الصور، وبيقول أجمل لحظة عدت عليّ في حياتي لما اتولدت صوفي، بيخاف عليها زيادة عن أي أب، بيكلمها أكتر من 6 مرات في اليوم، ولما بيقعد معاها بيتحول لطفل زيها، بل وأكتر منها.
يشبهوا بعض في حاجات كتيرة، الأكل والقعدة، مسكة القلم والنظرة والضحكة، وأكتر لحظة بيضايق فيها لما يزعقلها في التليفون، أو لما تكون عايزة حاجة وميجبهاش، ومرة قالي: “زعقت لها في الشارع واتخضت مني، وقعد شبح خوفها مني يطاردني شهور كل لما أفكر إني عملت كده فيها أعيط”.
لازم قبل لما تنام يألف لها قصة بنفس الشخصيات اللي هما اخترعوها هما الاتنين: “الحوت والقرش” بنفس الأسامي مع اختلاف الأماكن، وبيدخل يتكلم معاها كل يوم لما تروح في النوم في ودنها ويهمس لها: “بتحبي بابا”، فتهز رأسها: “أيوه”، فيخرج مبسوط جداً من غرفتها.
حسن بيحب أصحابه جداً جداً، وماشي على مبدأ: “الكل كويس إلى أن يثبت العكس، تلقائي جدا معاهم، لو حد كلمه في أي لحظة وقال له: “عايزك” ينزل فوراً، من غير ما يسأل في إيه وخصوصاً محمد فاروق. والأقرب له في أخبار الأدب ياسر عبد الحافظ ومحمد شعير ومنصورة عز الدين وأسامة فاروق وطارق الطاهر، ومن الوسط الثقافي محمد هاشم، حمدي أبو جليل، ياسر عبد اللطيف،عبد الحكم سليمان، ميرال الطحاوي وإيمان مرسال.
بيبقى مبسوط جداً لما بيكتب بورتريهات عن أصحابه، ولازم يقرأها لي بصوت عالي قبل ما ينشرها ويسألني إيه رأيك؟ وبعدين يسأل: “مفيهاش حاجة تزعل صح؟”.
ومن أكتر الناس اللي بيحب يسمع صوتها، في المطربين فيروز ومحمد منير وعلي الحجار ودلوقتي فيروز كراوية.
حسن شخص حساس جداً، بيبقى مبسوط لما بفهمه من غير ما يقولي هو عايز إيه، شخص طيب جداً، بيكره الروتين موت، ودايماً عدوه الأول الاكتئاب، بيكره المشاكل، شخص مبتهج بطبعه مبيعرفش يضحك وهو متضايق من حاجة، “مبيعرفش يمثل”، لما كان عايز يتجوزني راح لفاروق وطلب إيدي منه، وقال له: “أنا عايز أختك اللي في النص يعني مش الكبيرة ولا الصغيرة”.
اتجوزنا أول يوليو2010 بعد خطوبة استمرت سنة، وفي أول قعده جمعتنا طلب مني إننا منمثلش على بعض، وكل واحد يتصرف بطبيعته من غير كذب، وهو ده اللي مخلينا مستمرين مع بعض.
مبيحبش يتكلم مع حد سواء وهو متعصب في الشغل أو البيت ولما يبقى متضايق يدخل غرفة المكتبة ويطلع الجرايد اللي كتب فيها سواء أخبار الأدب أو جريدة اضحك للدنيا أو جريدة وشوشة أو يقرا كتاب، أو حتى يقلب فى رواية أو مجموعة قصصية ليه، رواية عين القط الأقرب إليه وبيحب قصة قصيرة كتبها عن حياة الغربان.
يميل للإضاءة الخافته في البيت، ميحبش ياكل بره، بيحب الهدوء ومبيحبش ينام كتير، أكتر الأكلات المحببة إليه الملوخية والمشويات وبيعشق السلطات بأنواعها، لما بيتعب بيقرر ميشربش ولا سيجارة واحدة، ويفضل عند مبدأه لغاية لما يبقى كويس ويرجع يشربها تاني.
حسن شخص بيبعد عن الروتين، بيبقى مبسوط جدا لما بنغير أماكن الفرش كل شوية، ضحكته مميزة جداً، منظم جداً في البيت وفي الشغل، وما بيحبش يقعد لوحده، لكن ممكن يقرر فجأة مايدخلش على الفيس بوك لمدة طويلة ويقفل موبايله ويبعد عن أي حد لما بيزعل من شخص أو من موقف ما في الشغل، ممكن يتخانق مع رؤساؤه في الشغل علشان خاطر حد تاني خالص.
اللي يعاشر حسن هيقدر يفهمه كويس، لإنه شخص بسيط بعيد عن المشاكل، طيب، بيكره الفلوس جداً، وممكن يكتئب لما يحس إنها سبب لأي مشكلة في حياته، ومبيحبش حد يقول عليه مثقف.