لن يفتحا التلفاز ولن يستمعا إلى أغاني أمهما المفضلة. فالذكرى تزيد الحزن بداخلهما.. إنه عيد الأم!
في هذا الكتاب تأخدنا المؤلفة “نجلاء علام” عبر عناوين داخلية، فنتحول من الذكرى إلى الأمل والعمل، تجعل وليد ونجوى، يعبران من مشاعر الحزن لفقد أمهما، ويحولان ذكراها في يوم عيدها إلى بسمات يرسمانها على وجوه صغار فقدوا أمهاتهم .
ففي صباح يوم عيد الأم اتفقا أن لا يفعلا شيئاً قد يحرك داخلهما الأحساس برحيل والدتهما. فالذكريات الجميلة تجعهما يبكيان، فيتفقان على مواجهة الحزن بشجاعة . لذلك يتوجه وليد إلى الحديقة ليعتني بزهور والدته فيتذكر بعض كلماتها عن عمر الزهور الذي وإن كان قصيرا، فالأهم أن تكون قد أدت رسالة. و في تلك الأثناء تقف نجوى بالمطبخ فتحاول أن تعد الدجاج بالمكرونة فتتذكر كلمات والدتها لها عن استمرارالمحاولة والذي هو سر النجاح. فتملأ رائحة الأكل الشهية البيت فيشعرنا بدفء وحنان وكأن والدتهما تحيط بهما لذا يسرع وليد ليضع الزهور البيضاء بالزهرية و يفتح الشبابيك لتدخل الشمس للمنزل . ويجلسان ليكملا البناء بمكعبات خشبية فيصنعان طائرا، ويشعران بيد تبني معهما . فيدخل الأب عائدا من عمله ويدعوهما لزيارة والدتهما لكنهما يخبرانه “لكن أمي جاءت وزارتنا”.
يصاحب النص رسوم للفنانة رشا منير تُظهر كلا من وليد ونجوى بعيون واسعة أخادة، فيتحولان من تعبيرات الحزن إلى الإصرار على التغلب عليه منتقلين إلى الفرح في طابع مصري لا يخلو من الميل إلى الزخارف هندسية الشكل، لتكون في بعض الأحيان حلولا للخلفية وفي اخرى لتزين الأشكال. وتطل الأم دائما من خلال صور في الخلفية منتهية بصورة صنعتها مخيلتاهما تحيط بهما ويداها الحانيتان تربتان على كتفيهما.
لا ينتهى الكتاب بتلك اللمسة التي شعر بها كلا من نجوى و وليد، بل تفيض محبتهما لأطفال آخرين فقدوا يوماً من يشعرهم بتلك اللمسة. ليتغير من يوم ذكرى إلى يوم للأمل .. والخير “يوم لمسة الأم” .
بريفيو:
لمسة الأم
تأليف :نجلاء علام
رسوم: رشا منير
صادر عن مكتبة الدار العربية للكتاب 2012
حاز على جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2013