“واحب روحي أكمن روحي بتحبك, واحب نوحي أكمن بيحنن قلبك”. أخبرته ذات مرة بصوتها المرئي عن حدوتها الأثيرة “السيدة صاحبة الكلب”.. وغمر فيها ولم ينتبه.
“والنسمة بتوديني عليك وتعطفك تاني عليه” يعيدها بكل ما أوتي من نبض ويتوه في الشرح حول جمال الكوبليه وهي تنظر إليه لا يدرى هل تبالي؟ ويعود للغناء قائلاً: طيب اسمعى “نسيت معاه كل الهموم وقلت لي ياريت يدوم” يفيق فجأة. صحيح لم تكن تحب عبدالوهاب.
“شبكتني في حبك نظرة, شغلتني من غير ما أدرى “يتذكر أول مرة التقيا بالمقهى الثقافى, كانت تستعد لمناقشة كتاب عن الحداثة عند دريدا، ودخل هو معتقداً أنها ندوته الشعرية التي ينتظرها سنويا،وبعد قليل من الكلام حول فنجان شاي، أحبها فأحبته.
“انت بتحلفلي إنك ليه، وعينيك بتكدب حلفانك“حاول بكل طاقته أن يحبها, حتى جاء اليوم الذي تمناه منذ أن عرفها، واعتقد أنها مثله، طلب يدها فاعتذرت وأجلت مرة حتى تنهى أطروحتها في أشيائها التي تستغرقها, ومرة تختلق السفر لبلاد بعيدة, وهو يصدق وينتظر.
“كم مرة أشكي لك ناري وقسوة حبك, تغضب منى واجيلك واحلف إني ما اعاتبك.“ذات مرة اتفقا على الذهاب للسينما لرؤية أحدث افلام آل باتشينو ، تأففت وبعدها وافقت، وصل في الميعاد لم تأت، دخل وترك تذكرتها عل شيئاً أخرها, ربما قابلت صديقة في طريقها, أو جاءها أحد اقاربها فجأة، أو مرضت, ظل هكذا حتى راح عليه الفيلم وكرسيها فارغ بجواره“.
“غاب عني بقي له يومين معرفش وحشنى ليه “يومان تلاهما شهران حتى طال الغياب, قالوا له: كم حذرناك, شاهدناها مع أحدهم بالمقهى وبالشارع و,…أما هو فأغمض عينيه مستحضراً صورتها الأولى يكررهاعلى مهل بكل تفصيلة ولو صغيرة سلامها, كلامها أوهمسها, حركات يدها الحالمة, وجهها حين تبتسم, حاذفاً كل لحظات الغضب والغياب مبقياً على لحظة كان قلبها معه حتى رأى خيالها يتدثر بذراع أحدهم..
ربما اخطأ, أو تسرع, ضايقه الأمر كثيراً وكثيراً حتى قل وقل وعاد يبحث عنه يتمنى لو يسمح له الزمان أن يلتقيه ويكون له وحده “خايف يكون لي شريك في هواك حتى لوكان افكاري ” وهو في سعيه يناديه “مين انت معرفش ..فين انت معرفش”.