أستيقظ فزعة من النوم، ألم عنقى ينبهنى أن نومى لم يكن جيداً، أرتدى ملابسى فى عجالة وأترك حلم البارحة وشأنه، أمسك باب المصعد البارد بيدي، أنظر له متفحصة، يبدو بحالة جيدة، بقدم مترددة أتخذ خطوتي.
فى الطابق السابع يقف ملبياً طلب امرأة عجوز ترتدى بدلة رمادية بلون شعرها وحذاء أحمر بلون حقيبتها وقفت جوارى بقدم ثابتة، أبتسم لها ابتسامة خافتة لا تردها إلى، أرتكن على حائط المصعد الذى يهبط ببطء غير معتاد.
“الأحلام دائما تأتى معكوسة”. قالت لى السيدة الرمادية، أرتجف من كلماتها وأتصبب عرقا باردا، لم أمت فى الحلم، سأغمض عينى وأتلو صلاتى، سأهمس لنفسى بما لا اعلمه، بما لا أفهمه، لعله يقينى من الموت.
الاحلام دائما تأتى معكوسة … كررتها السيدة الرمادية، يرتطم المصعد بالابواب كلها، تحتك المعادن ببعضها تصدر ضجيجا لا يحتمل، يستقر المصعد فى الطابق الارضى لتخرج منه السيدة الرمادية ثم تلقى نظرة خلفها بحثا عنى …. فلا تجدنى.