بحر إسكندرية
أشعر دائمًا أن بحرًا يموج وراء حائط غرفتي
وأن جيوشًا من أسماك البساريا تنتظر متأهبةً
لكي تأكلني
أشعر وهذا من الطفولة
أن كل الذين غرقوا في البحر
ينتظرونني أيضًا خلف الحائط
وأن كل طَرْقٍ سمعته في الليل وأنا نائمة
كان صادرًا من أياديهم
أرغب
-وهذا من قريب-
أن يكون بحر إسكندرية هو الواقع وراء الحائط
البحر الذي شهد القُبلة الأولى حين منحها حبيبي لي
البحر الذي بكيت أمامه حين تركني حبيبي
وحين أخبروني أن جزءًا من كبدي قد تعفن
أرغب أن يكون كفافيس من بين هؤلاء الغرقى
لكيلا أحتاج لزيارته كلما ذهبتُ إلى الإسكندرية
أرغب أن يطرق الحائط الآن
لأفيق بلا خوفٍ
……………………………………
ما تظنه نومك
كانت الوحدةُ تأتي من قبل
في هيئة عتمة
رصيف طويل وموحش
رجل أشيب
امرأة بجيوبٍ مثقلة بالحجارة
حقيبة سفر
أما اليوم
فالوحدة هي شمس السابعة صباحًا
وأنتَ تجر قدميكَ بصعوبة
كأنكَ قادم من جنازة
أنتَ بالفعل قادم من جنازة
ما تظنه نومك
…………………………..
صوتك
أحبُ صوتكَ
لأنه يُذكرني بباب بيتنا القديم
الذي له رائحة البرتقال
صوتكَ يُشبه هذه الرائحة
صوتكَ يجعلني أطمئن
أن هذا الباب لن يموت أبدًا
وأنه حتمًا سيعرف طريقي
ويأتي إليّ
أحتاجُ لصوتكَ
لأنني أسكنُ في بيتٍ بلا أبواب
أحتاجُ لبابٍ كى أخرجُ منه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدر مؤخرًا عن دار ديوان .. معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025