حنين طارق
كيف تُنقِذُ شخصًا خفيًّا؟
كيف تراه؟
من يُعيدُني إلى النهر
دون أن تلتقطَني السمكة؟!
تتحرّكُ يدي التي لا تتوقّفُ عن الارتعاش،
تجمعُني جزءًا تِلوَ الآخر،
تُعيدانِ ترتيبَ الأعضاء،
تُخطِئانِ بأنْ تضعا عينيَّ في غيرِ موضعِهما:
الأولى في رأسي فأنجو،
والثانية في رأسي فأهلَك،
وأعاني من تشتّتِ الرؤيةِ المزمنِ إلى الأبد.
لكنْ، مهما حدث.. لا بأس،
قلبي يُحبُّكِ يا دُنيا!
بعدها أُحاولُ الحركةَ من جديد،
أتوقُ إلى الجري،
لكنّي أقفُ في المركز،
أنطلقُ هذهِ المرّة من نفسي إلى نفسي،
أدورُ حولها.
تخرجُ من جسدي الشياطين،
وباستمرارِ الدّورانِ تتّسعُ حلقةُ النور،
تولِّدُ الحركةُ المعاني.. تؤدّي إلى الكشوف
السكونُ جريمةٌ..
أركضُ وأركض،
مدفوعةً من الشّرنقة،
تَنزلقُ من جسدي السكاكين،
يتغيّرُ الرقمُ في الشاشة،
تصبحُ السرعةُ أعلى من الزمن،
فأختفي تمامًا،
يبقى حفيفُ ريحٍ مترنّمة،
أجراسُ معبدٍ تُباركُ وصولي إلى العرش.
في رحلةِ صعودي يتمزّقُ جسدي قبل النهاية،
في كلِّ ركنٍ من الأركانِ تَقبعُ قطعةٌ مني،
لساني يُغيظُني،
يُخرجُ لي نفسَه شماتةً في تشتّتي.
أنا هي إيزيس،
من يُنقذني.. والكلُّ خائن؟
من يَجمعني من جديد؟
من يُعيدُني من الموت؟
لا أحد!
أطردُ الخونة..
تنطلقُ من قلبي الأغنيات،
أُصلّي.. أُبقي على الإيمانِ والأمل،
إلهي، أَعِدْ لي نفسي.
إلهي، أَعِدْ لي قلبي.. ذاكَ الذي تعلّقَ بغيرِك.
إلهي.. حَنانيكَ!
حين أقفُ أنا،
يكونُ العالمُ كلُّه قد بدأ بالدوران،
دوائرُ نورٍ تُسلِّمُ بعضُها بعضًا.
انتصرتُ!
جسدي قطعةٌ واحدة،
قلبي في يدي.
الحركةُ لم تجعلني أختفي،
بل أهدتني رقصةَ صعودِ السّماء،
فأخلُدُ إلى الأبد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية
شاعرة مصرية





