حفصة الرفاعي
في الضياع
تختلف طقوسنا
منا من يفضل دفء فراشه
يرفع الأغطية كدرع واق
يحميه من العالم بأسره..
ومنا من يتحول لإبن بطوطة
فتعرفه كافة الشوارع
وكافة الأماكن المنسية
الوحيدة..
.
منا من يبتلع حزنه
بأبخرة الطعام الساخنة..
ومنا من يحترق
في صالة الألعاب الرياضية
هكذا يستطيع إقناع نفسه
بحرية اختيار خسارته
وإن كانت بضع جرامات زائدة!
.
منا من يلكم أكياس الرمل
كطواحين هواء
ودون كيشوت آخر
ومنا من يرسم
أو يكتب
أو تبتلعه الموسيقى
وأكوام الهروب الكبير
للأفلام الكوميدية
والمسلسلات الكورية
والتركية
والأمريكية
والأسبانية
فعند حد معين
تصبح التفاهة بكافة الثقافات -حقًا-
ضرورة..
.
منا من يبكي لبعض الوقت
ثم يكمل ملفات العمل المتكدسة
فالضياع أمام شاشة حاسوبك
يبدو محترما
و مرموقا..
ومنا من يحترف الضحك
ويكتسب مع خسارته
مهارات تمثيلية فريدة..
وحده من سئم الأقنعة
وأصبح ترسًا عاطلاً
لا تصلحه كل طقوس الهرب
يجاهد
لكيلا يسقط فحسب
من الساقية الشاهقة
لل.. لاشئ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصريّة، من ديوان “قبل أن يروّض الاعتياد أحبالي الصوتية”