ثلاث قصائد .. لفاطما خضر

فاطما خضر
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فاطمــا خضــر 

سـيــدة القــنــاديــل المُطــفــأة

 إلى كُــــلّ النّساء الوحـيـدات..

أمٌّ عـــــذراءُ

لجدرانٍ ضَجرةٍ

أحدّقُ في سقف غرفتي

 

بـــــيـــنـــمـــا..

يــــصـرخُ أطـفـالي جوعـًا

لنافذةٍ يدخل منها خيطُ شمس

 

شَــــــلــــلٌ يَــــلـــبــسُــني..

 

أصابعي تعجزُ عن إبكال سوتيانٍ

يــنــوحُ عــلى طـــــرفِ ســــريــــرٍ

تتلــوّى ملاءَتُهُ تحتَ

جــسدِ الصّقيع

 

تُـــــــؤلــمــنــي

أشــــيــــائي الـــمُـــفــــردة:

 

مخدّتي تتوقُ لشَعرِ رجلٍ

يُـــؤنـــسُ رَغبــتَــهـــا

 

فـــرشــــاةُ أسـنـانـــي

أُنـــــهِـــكَــت مــــن أُحادِيــتــهــا

 

كوبُ الشّاي ينتظرُ منذُ أيامٍ

أن يلثُمَ الشّفتين

 

زجـــــاجــــةُ عــــطــــري تـــلـــتــــاعُ

لِتلمسَ الجــلــدَ

 

وصـــورتـــي يـتـيـمـةٌ في إطـــار

يشتكي من بردٍ قديمٍ!

 

أخـــــــــــافُ

الأشياء الحـــادة

رُهـــاب الغـــرق يَـــلــبـــسُني

الجُـــرعة الزّائـــدة لَـــم تكن كافية

لـــــتُـــغـــري الــــمــــوتَ أن

يُــــعـــانـــقَـــنـي

 

الآنَ..

كَـــم قـــــنــديــــــلًا أحـــــــتــاجُ

لِــــــتُـــضـــــــاءَ روحـــــــــــي

لِتفنى وحدتي؟

 

……………………………

رســــائلُ بكماء

 

يــــا أزهــــارَ الــلـــوز

بوحي لعينيه البعيدتين بأنّي

مَـــلــيــئــةٌ بـرسـائــلَ

لَــمْ أُرسلها

لــــهُ

 

عن يـــدٍ

نعـتَـها بأنّــهــا

مُـضمّخةٌ بالحبر

متناسيًا أنّه وُلِدَ من

خــاصــرة قَــصــيــدةٍ لــي

تَغنّى بها ذات يوم!

 

عن علامات استفهامٍ

نزعتُها مع دبابيس شعري

بـعـد كــلِّ حـــوارٍ لــنــا

مع الأصدقاء

 

عن جهدٍ بذلتُهُ

لأبدو ناعمةً وهادئــةً

في كــلِّ لـقـاء

 

عن قلبٍ آلَ لدُرجٍ أخرسَ

لتكديسِ مساميرِ كلماته

ومطرقةِ انفعالاته

 

عن لـعـابِه الشّـهيِّ

على جلدي

 

وعـــواصــفِــهِ

التي شـلّـعَـت روحــي

فخزّقت رغـبـتي

بأن يصبحَ أبًـا

لأطـفـالنا

……………………………………….

يـــــدكِ النّـــجـــمُ البــعــيــد

 

 

«طاغيةٌ هذا الوقت» قالَ

يرميني بسياطه

فأُضيءُ قتامتَهُ

بالذّكرى

 

على عقاربه أسكبُ بحرًا

له ملحُ جلدِك

 

في هدنةٍ بين عاصفتين

أحدّثه عن غمّازتِك

مُتّكأ خيالي

 

ينسى نفسَهُ

يبرأ من قسوتِهُ

ويحكي شاردًا عن:

 

فرطِ أنوثتك

ينابيعِها، ضفافِها

 نسيمِ خصرك

 

وعن كتفي الفارغ

إلّا من لمعة

خـــــدِّك

 

أبـــــكي…

ويسرد بــكائي:

 

حكاياتِ انكساراتي المتتالية

وأنتِ تُرمِّمينها بصبر

 

نارَ قلبي التي تؤول سلامًا

ما أن تلمحَ ضحكتَكِ

 

يدَك المطمئنة ليدي

ونحن نقطعُ

الشّـــارع

 

مرّةً ثانيةً عن يدِكِ

تَفْركُ تَعبًا عن

كــتــفـي

 

مرّةً ثالثةً عن يدِكِ

تمسحُ هَمًّا عن

وجــهـي

 

مرّةً رابعةً عن يدِكِ

تَتَسلَّلُ لجيبِ معطفي

بحثًا عن الدّفء

 

مرّةً عاشرةً عن يدِكِ

وريقي المشتاق

لأناقةِ أصابعِها

 

للمرّةِ الألفِ

عن يدِكِ حلُمُي..

وقد سرَقَت الحربُ

خاتمَها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة سورية .. من ديوان “يبدأ الحزن رحيمًا” .. دار مرفأ 2024

مقالات من نفس القسم