سورة الشـاعر

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد غازي النجّار 

عزفُ البوقِ صلاهْ (*)

وأنا المستمعُ المستمتعُ في خشوعٍ في صلاهْ

 

والمكوثُ بينَ الأيائلِ في فلاهْ

-ريثَما تَروقُ العيونُ- صلاهْ

 

رعشةُ الخلايا -في انتظارِ نهوضِ الإلهْ

منْ زوابعِ الرمالِ- صلاهْ

 

والذئابُ حينَ تَهشُّ لنا في حُلْكةِ الليلِ

فنرىٰ في عيونِها سُبُلَ النجاهْ

رغمَ الويلِ

والفزعِ الجميلِ

نحنُ في صلاهْ

 

المرأةُ حينَ تمنحُ وَرْدَ نهدَيها

لعاشقٍ لبّاهْ

ثمَّ برفقٍ سقاهْ

فترفعُ لساقِيها ساقَيها

فيصدحُ خلخالانِ يشقّانِ سكونَ الليلِ

علىٰ موسيقىٰ الآهْ

فيتفجّرُ بينهما نهرٌ منَ الوَلَهِ

لا تدري -منَ النشوةِ- أينَ مصبُّهُ ولا مجراهْ

العاشقانِ أبدًا في صلاهْ

 

حُبُّ الذاتِ صلاهْ

ومقارفةُ/مفارقةُ اللذاتِ صلاهْ

 

السوسنُ حينَ ينمو في الظلِّ علىٰ غيرِ عادتهِ

في صلاهْ

 

الوعلُ حينَ يُشهِرُ سيفَيهِ الأحدبَينِ في وجهِ طبيعتهِ

في صلاهْ

 

البنفسجُ حينَ يَنبتُ منْ أخضرِ العشبِ وأزرقِ المياهْ

في صلاهْ

 

عمودُ النورِ الراكعُ منْ أجْلِنا في مداهْ

في صلاهْ

 

راقصةُ الباليهِ التي تنمو منْ تربةِ المسرحِ كقرنفلةْ

يَشعُّ النورُ منْ كيانِها كغزالٍ يُوزِّعُ الخيالاتِ والأخيلةْ

ويزرعُ في الناسِ حُبَّ الحياهْ

هيَ في صلاهْ

 

أنتَ حينَ تقفُ وحيدًا في العراءْ

محدّقًا في عيونِ الشمسِ الحمراءْ

أنتَ في صلاهْ

 

أنتَ حينَ تَتْبعُ الضوءَ في لوحاتِ “فيرمير”

أو تصغي إلىٰ إيقاعاتِ الأنينِ والحنينِ لدىٰ “بودلير”

أنتَ في صلاهْ

 

يا أيّها المارّونَ أمامَ شُبّاكي في السما

تطلُّونَ منهُ فتطالِعونَ عالَما

أنتمْ حينَ تمرُّونَ أوْ تطالِعونَ في صلاهْ

وأنا حينَ أَنزلُ إلىٰ ساحتِكمْ أكونُ في صلاهْ

___________________________

(*) كتبت القصيدة أثناء الاستماع للمقطوعتين الموسيقيتين “1925” و “shadows” للمؤلف الموسيقي وعازف البوق اللبناني (إبراهيم معلوف).

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
البهاء حسين

عيش وملح

يتبعهم الغاوون
د. سارة حامد حواس

قصيدتان