ثلاث نصوص لـ هاجر عبد السلام

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هاجر عبد السلام 

لأنك بعيد أكثر مما ينبغي

وقريب أكثر مما ينبغي

لا أعرف كيف أخبر قلبي أن ينساك

 

لأنني الآن وحدي..

كما لم أكن كذلك معك

كما لم أكن كذلك قبلك

لا أحد في الصباح

يسألني عن سبب بكائي ليلة أمس

 

لأنني أخبرتك أن جرح الغياب

لا أستطيع أبدًا أن أغفره

وأنك حين تنظر إلى جسدي

يبدو مليئًا بآثار رحيل لا أنساه

وأنني لا أريد أن يُنقش رحيلك أيضًا عليه

 

لأنني أعتدت

أن أرى يدي تحاوطها يدك

كلما وقعت عيني عليها الآن

أرى خيبات كثيرة..

كلها معلق عليها اسمك

 

لطالما كنت دائمًا

أخشى أن يتوقف قلبك

عن سماع “أحبك”

خارجة من أعماقي 

أخشى أن أنطقها الآن

حتى أمام نفسي..

 

هل كان صعبًا عليك

أم كثيرًا عليّ

أن تمنحني وداعًا أخيرًا؟

 

هل المسافة التي بيننا الآن

كافية لكي تحميني منك

لكي تمنع حنيني أن يكون عاريًا أمامك؟

 

وأعود لأتساءل

هل كل ما فعلته..

كافٍ لكي يجعلني أنسى حبك؟

………….

 

لا أعرف تحديدًا

ما هو شعوري نحوك..

حين تصلني رسائلك

أهدأ،

أشعر بسكون يحيطني

بأن العالم صار دافئًا

وحنونًا جدًا عليّ

 

كمن تغرب عن وطنه

ثم فتح عينه على عودته

أفتح عيني على سكينة

أنت من رسمها لي..

 

لا أعرف تحديدًا

هل تكون كلماتي

وحدها كافية

لتصف لك كل شعور أحسه..

وأنا في قربك

أبدو كما لو أنني في بيتي

 

أسمع غنوة

وأعرف أنك تحبها 

فابتسم

لأنها تشعرني

أنك تمنحها هذا الحب

من أجلي أنا

 

ومن أجلي

أراك تفعل كل شيء

حتى لو لم تكن رغبتك به

أراك تفعله

لأنه سيسعدني

 

ومن أجل سعادتي

تحارب

بكل ما فيك من قوة

بكل ما فيك من حب.

 

……………….

 

أمرن قلبي على تحمل 

كل شعور قاسٍ

يلحق بي

 

سابقًا..

اتخذت البكاء مأوى

متى أحس قلبي

بحزن ينغرس داخله

حتى نفذت دموعي

ولم يعد لها إلا أن تنقطع

 

لهذا.. كان لا بد

من نافذة أخرى

أطلق فيها مشاعري

دفعة واحدة

لأن بقائها حبيسةً

 يؤذيني..

فكتبت

ليهرب الأسى

ويخرج دمعي المدفون

 كتبت كما لو أن الكتابة

 هي نجاتي من كل ما آلمني

 

لكنني نسيت..

أن أنهي صمتي

حتى لم يعد بإمكاني

أن أحكيه..

ونسيت أن أنسى

كل مرة..

بحثت فيها

عن بدائل للبكاء

 على جرح أصابني

بدلًا من البحث

عن شيء يداويه.

مقالات من نفس القسم