لُعبة البيت: كيف تسكب روحك على الورق؟!

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
حب الآن أن أرى الكتابة نجاة، أو أرى في الكتابة ذاتها النجاة، -بالطبع بعد تحقق الحد الأدنى من الأمان، إذ لا سبيل للنجاة عبر الكتابة تحت نيران عدو متغطرس أو صديق خائن- قد يكون هذا قاسمًا مشتركًا ضروريًا بين كل النصوص/ الحكايات/ الأحاديث العادية، إلا أن هناك أمر ما قد يعطل السير

سيد أحمد

               “مرثية لفمي الصدىء”

مبنى قنصلية/ وسط البلد. ترددتُ لحظة في رفع يدي طلبًا للكلمة، كعادة لعينة أخرى! فضلتُ ترك السؤال كي يختمر، مثلما أخبرني كاتبي المفضل، وهل في الكتابة كاتب مفضل؟! بالطبع لا. إلا أنه عادة بعد أمسيات مشابهة، ليس من باب الحديث عن الكتابة والكتب ولقاء الأصدقاء، -لا أعرف بالضبط- المهم أنه نادرًا ما تترك الأمسيات هذا الشعور بالشجن والرغبة العارمة في امتلاك اللحظة، من دون جدوى بطبيعة الحال، هذه الليلة قد أعود باكيًا لسبب لا أعرفه. أعتذر؛ هذا خرج عن الموضوع؛ كونه أمرًا ذاتيًا للغاية. ثم أين نجد كتابة غير ذاتية؟ وما العيب في كتابة الذات أو ذوات الآخرين؟! الأرجح أنه فخ حداثي آخر. هو السؤال الذي شغلني حتى عدت إلى السرير منهكًا تمامًا.

“بين موجات

من الشجن والحزن

الطفيف ..

هائمًا

ألوذ بالطريق إلى البيت

والأغاني ..

مثقلًا

بالمساء البديع

حين انتهى، وتركني

نهبًا للخيال .. “

ألقت الذات الكاتبة إجابة موقوتة، أو ربما معلومة سلفًا، نبتت مع أول نص كتب ذات يوم، أقول ربما! ماذا يمكن أن تُعطي الكتابة فعلًا؟! استفاضت الذات المتحاورة، وأقصد بها كل الحضور، كتاب وقراء، لأن الكاتب قارىء بالضرورة، أو هكذا أظن. هل ثمّ ما يُنقذ فعلًا في مجرد فعل الكتابة؟ هل ثمّة نجاة بطريقة ما؟!

تخبرنا إيمان جبل على لسان بطلات حكايتها، -ضمنا بكل تأكيد- أن كتابة رواية داخل الرواية، كانت إلحاح، سمه إذن إلحاح وجودي، رغبة في خلاص ما. هل نجحت البطلة؟ ربما. تتعدد القراءة هنا وربما مشاهد الخلاص واقترانها فعلًا بالنجاح من عدمه، بتعدد القراء أنفسهم، لكل منهم مدخله الخاص، ولكل منهم هدف يرنو إليه. حسنًا؛ قد تُقَابَل هذه الفكرة بحائط تسطيح النص بين يدينا، جعله مباشرًا، ناصع البياض، ملقى في ركن مهمل لغرفة المعيشة، تتصفحه بعد يوم شاق، أو في صالون الحلاقة بين رائحة الليمون والسجائر وخيط تسرب خلسة لرائحة شواء بشري. تقرأ كيف تستعيد ثقة مديرك في العمل؟ أو كيف تصبح مليونيرًا في سبعة خطوات؟! الكتب الواضحة، قتيلة من أول لحظة، تمامًا مثل المفرطة في الغموض! تمامًا مثلما أكتب الآن.

“متلهيًا

عن الزحام

بمُضغة الحلم ..

مندهشًا

أن الجمال -عادةً-

عصي على الامتلاك ..

عائدًا

إلى الأنا البشري

المحدود بالوقت .. “

ينصح الكثير من الكتاب أنفسهم، بهذه المزية الفريدة، أي الحفاظ على خط فاصل بين المباشرة التامة أو الغموض المفرط، يتمثل هذا في تجدد القراءة كل مرة. كلام مكرر، أليس كذلك؟! أؤمن بهذه النصوص الموازية، التي تحتمل الاشتباك مع الكل في الوقت نفسه، أو لا أحد! هو ما يجعل الكتابة الآن اشتباك مع الآخر/ العالَم، على الدوام، كمحاولة مستميتة لقراءة القراءة، أو لا شيء على الإطلاق. تحتمل الكتابة الذاتية، مثلما تحتمل ورقة يلمع بها الزجاج أو تقرأ في مهرجان شعري ضخم، أو قراءات نقدية محكمة، أو لا شيء مما سبق، فقط دمعة طفرت على جبين شاب مر من مسرح الأحداث في ليلة ما. ثم ما الذي يجعل من نص روائي طويل، أو قصيدة من خمسة أسطر وبيتين، عدم الاقتران/ التناص/ التخلق جوار نصوص أخرى، أو من رحم نصوص أخرى، ولدت بدورها من نصوص سابقة؟ لا شيء ببساطة.

ويخبرنا طارق إمام، أن حياة جوار ضريح الأب، أو في حياة أخرى لكفافيس، كانت شاهدة على تبدد الأولى، ووليدة من رحمها البكر، لتموت أخيرًا على فراشها، فتولد مرة أخرى مع أناس آخرين. وربما في أماكن متعددة بالوقت نفسه. هذه نصوص تشتبك بالضرورة مع ما روت الذات الكاتبة عن بطلة حكايتها أو عن نفسها، وما كتب مستمعيها في أوقات سابقة أو لاحقة. كتابة الكشف بالمعنى الصوفي، ما يجعل من الكتابات الانطباعية في النقد مثلًا، كتابات متجاورة لا متنافرة، ما يستدعي أن تكشف كل النصوص عن هذه المساحة من الحيرة والالتباس، الوقوف على أعتاب نصوص محتملة في متن نص حي -قيد القراءة-، الكتابة التي تحتمل الإضافة والحذف على الدوام. وأن لعبة الكتابة، تشبه كذلك لعبة البيت.

إلا أن نورا ناجي تمتلك رأيًا آخر، بالأخص في محاورة الموتى، في زيارات المشرحة أثناء تحضير سنوات الجري في المكان، تقول أنها تهديها كوردة إلى فنان لم تمهله الحياة لحظة كي ينجز لوحته ويرحل راغبًا عن مكانه فعلًا، مفضلًا عدم المكوث أكثر، لصالح الجري وسط الحقول ومطاردة الفراشات. عايشت أمورًا مشابهة لحياته تمامًا، وأثناء ما انقطعت عن العمل، أحلّت آخرين إلى حياتها، أصدقاء الفنان، فرشاته، عربات الأمن المركزي بالميدان، وبعض الأرصفة كذلك، التي شهدت، لكنها لم تخبر أحدًا بما رأت. تحتفظ بكل تفصيلة إذن، فتضفر حكاية وحدها، هل تملكها وحدها فعلًا؟ ما يخلق سؤالًا آخر، ماذا لو تقاطعت حكاية الفنان مع لوحة أخرى في معرض بعيد؟ أقصد معارضة ما تقصه اللوحة عن نفسها، وعن الفنان، اليوم الذي شرع في خطها أولًا، في رأسه، ثم على الورق، ثم أضاف تعديل طفيف، وبين كوب شاي وسيجارة، قال لحبيبته، أنه يحبها جدًا، مثل أغنية يتناغم معها بمجرد أن تطال سمعه في مواصلة عامة تنطلق الآن من ميدان عبدالمنعم رياض. فقالت: أنا أيضًا أحبك. وعند لحظة ما، تنبهت اللوحة، وأعرضت عن الجميع. تحكي الذات الكاتبة أنها فقدت كثيرًا في سبيل إتمام هذا العمل المدهش، وهو كذلك، لكنها لم تقل لماذا فعلت؟! ما الشعور الشاق الذي لم تستطع معه صبرًا حتى تكتب؟ هكذا قد نرى ما تكتب ريحان بوزقندة في تونس، وما تفعل مع أطفالها، والكتب المتناثرة في كل مكان بقسم “المعرفة” المرحة. القراءة هناك أيضًا فعل اشتباك، وكما أن الكتابة مقاومة للنسيان بطريقة ما، كذلك القراءة مقاومة للإجابة الواحدة، والنص الواحد، تمكينًا للسؤال بما هو كذلك، تاركة الإجابات أن تفصح عن نفسها إن شاءت.

غير أن طارق الذي لم يترك شيئًا كي نبرهن عليه بصدق نوايانا في تشجيع الكاتبة، أي أنه ناقش كل تفصيلة، ولو هامشية، مثل السؤال عن جدوى كتابة التقويم بالأسماء السريانية؟ يتساءل كيف للكاتبة أن تنسج من هذا القصاصات الصلبة، هذا النسيج المحكم المتكامل، والطيع في الوقت نفسه؟ بأي شيء غزلت نصها بهذه العناية الفائقة، والرغبة الجمة في الحذف كمهارة ضرورية لكتابة الشِّعر، أو رواية المشاعر؟ النص الذي يحتمل القراءة المتعددة، الذي استطاع أيضًا أن يتلقف من شفرات طارق في الكتابة أو الحديث العادي، ليراكم بين صفحاته حوارات لم تكتب بعد، قد تظهر في أعمال قادمة، وقد لا تظهر، تنتهي هنا، في وسط البلد لا تريد العودة، مثلما فعل قارىء ما! يطوف الآن بالشوارع محملًا برغبة عارمة في البكاء!

تطلعنا إيمان على سر بطلتها أخيرًا، وعبر سرد شيق محكم، وفي إلتماعة خاطفة، تنطلق -البطلة بتعدد الأدوار في العمل المتخيل والواقعي- بداية من شعور عدم الراحة، حراك متواصل لأجل أمر ما، لم تعرفه الذات الكاتبة بالضرورة، حكة داخل الرأس، فراغ، أو صداع، أو كلاهما معًا. هكذا تكون الكتابة، فعل احتراق. إضاءة. والكثير من الشاعرية والإيهام.

تنطلق من لحظة غير معلومة، إلى وجهة لم تُحسم بعد، من يختار المحطات إذن؟ الكلمة. هذه أيضًا لم يكن ليّ يد فيها، المفردة تختار من يجاورها، قل عنه إلحاح يتوغل ببطء، لو صحت الكلمة طبعًا. تُعّرف كتب علم النفس الحديث أن الرغبة في أمر ما، بإلحاح شديد، قاتل ومرير في آن، لا تحدث عادة إلا عند استشعار خطر يهدد الحياة تمامًا، قادر على المحو تمامًا، مثلما هو قادر على الخلق من عدم؛ لأن الطاقات البشرية مذهلة في أحيان كثيرة. لو صدقت مقولات علم النفس وهو نادرًا ما يحدث، -وإلا كيف وصل هؤلاء الأوغاد إلى حكم العالم؟!-، ليست مشكلتنا، طبعًا. بمعادلة بسيطة، لنضع الفنان جوار كفافيس، جوار القاهرة أو الماكيت، جوار سندباد بثينة، جوار ماتيلدا وسارا، وآنا فونتينا، وعاشور الناجي، والبطل من دون اسم في رواية شهيرة، أو في رواية العطر، ولوحة وكتاب مقدس وبيت شعر وقصة خيالية وبجعة وكوب قهوة وعم شلبي وأولاد حجاب وساراماجو وشعراء كل الوديان وباخ وصوفيا لورين وتشومسكي والحلاج، تستطيع أن تعدد هذا التجاور من دون نهاية محتملة إن شئت، من دون نهاية على الإطلاق. هناك دوائر أخرى بكل تأكيد، الأغنية إحداها وصوت الست، والممرضة بمشفى بعيد، وتنهيدة من قلب أم تحاول التغلب على ألم ما، كاد أن يودي بحياتها. حبل الله الذي تدلى، ودموع أرملة الشجاع، وبسمة طفله، والسيف الذي تغمد القلب!

هل يصح التساؤل عن المشترك بين كل هؤلاء؟! في عشرات الحكايات المتشابهة؟ كما أن هذا لا يحدث بمعزل تمامًا عن صراع الطبقات والحياة الاجتماعية للبشر وطبائعها البعيدة، أو التي يخيل إلى البعض أنها بعيدة عن الكاتب هذا أو ذاك، هذه أمور معلومة بداهةً. كما أنه ليس بمعزل عن صور الضحايا والمنازل المهدمة جراء الكوارث الطبيعية، أو الحروب في كل مكان وزمان. وليس بمعزل عن نماذج التطهير العرقي والقضية الفلسطينية، مشاهد الاحتلال وصور الحرب، سؤال الهوية الأزلي، وسؤال العروبة، وسؤال الأرض والحق، وحتى سؤال من الجاني فعلًا، من المغتصب، ومن مزور الحقائق ومن يدفن رأسه في الوحل من الإخوة العرب؟! فبينما كانت تحاول البطلة التحرر من أسر البيت والعائلة وأحلام الأب، كانت امرأة أخرى في مكان ما من العالم، تبيت مع أولادها جميعًا وزوجها بنفس الغرفة، حتى إذا طال بيتهم القصف، ماتوا سويًا، فلا يحزن أحد منهم على فراق البقية! أو تلك التي تفلتت من الموت بأعجوبة، لتجد أطفالها صعدوا، باكية تقول: لم يأكلوا، ماتوا ولم يأكلوا! صحيح هناك فارقًا كبيرًا، يخالجه شعورًا عارمًا بالخسة والنذالة أيضًا إذا وضعنا كل هؤلاء في سياق واحد، لكنها الصورة الكبيرة للمشهد.

كل هذا متضمن داخل سؤال النجاة، الحرب على الوجود هي بوابة للنجاة الفردية بطريقة ما، إما أنا أو الآخر، بالتناقض مع فكرة تَوَازي النصوص جميعها. وربما يكون التناص جليًا، إذا ما تخيلنا أن الحياة تسير جنبًا إلى جنب على الدوام، الحديث عن لعبة البيت لإيمان جبل، كان يجري بينما تعد المقاومة خطتها التي حضّرت لها طويلًا، وبينما كانت تتشكل ملامح بطلات الرواية في سياق موازٍ لا يبتعد كثيرًا عن الأحداث، أو أن فكرة الرواية أخذت في النمو لحظة اغتيال شيرين أبو عاقلة، أو لحظة ميلاد شيرين أخرى بملامح وهوية تصر على البقاء. بالأحرى، فإن الذات تكتب وهي منفعلة بكل ما يجري حولها، سواء وعت ذلك أم لم تعي، وسواء رأت هذه الأحداث، أو لم تفعل. هارموني الحياة تحكم كل شيء بشكل أو بآخر. هل هذا تصور مثالي/ رومانتيكي للعالم؟! يجيب علاء الديب: “أنا لو مش رومانتيكي؛ أبقى ابن كلب!” والسؤال، من أي جملة انطلقت البطلة في رحلة تحررها/ نجاتها خارج البيت/ العالم/ اللغة أو الأدب؟! بالطبع سؤال الكاتب عما كتب سؤال أحمق، أظن أنه لا يعرف غالبًا وربما يقع في إعادة تدوير الكلام، بين ما سمعه من حكايات مشابهة لكتاب آخرين، أو ما تلقنه جيدًا من أحاديث جنياته/ أبطال العمل. هل بينكم من يريد الاحتراق؟! لا أحد غالبًا.

الكتابة تفعل. في سبيل إضاءة، تمثل النجاة لحظة. هل ثمّة قصدية فلسفية ظاهراتية (فينومنولوجية) تتحقق قبل الشروع في طلب النجاة؟ هل ثمة رغبة بدايةً؟ وهل ثمة نجاة؟ من ينجو ممن؟ القارىء ينجو؟ الأبطال، فعلًا؟ أم أن النجاة رهينة تلك اللحظة الآسرة في وضع القلم جانبًا بعد تقديم عزاء واجب للورق؟ أو بعد الانتهاء من البكاء دون سبب! وكيف يصح الحديث عن النجاة وأين النبل في هذا، إذا ما تحدثنا عن النجاة –بالكتابة- تحت نيران القصف مثلًا؟! أو بعد فقد مروع للكثيرين؟! الأكيد أن ما يحدث في العالم، سيغير حتمًا بنية السؤال والرغبة في الإجابة أو النجاة، ربما لصالح الانتقام، وربما لصالح الصمت. إذ كل الكلام رخيص في حضرة الناجين من الموت بأعجوبة.

نعم، كانت الرغبة في النجاة هي المحرك طوال الوقت، هكذا تقول إيمان، وتقول أن الخوف من المجهول كان دافعًا مهمًا كذلك. الأخير يستدعي الخوف من الكتابة بالضرورة! هي مخيفة فعلًا، الحوائط، البنايات، الشوارع المظلمة، وأول كلمة. إيمان المشغولة بسؤال النجاة، حاولت النجاة فعلًا بكل أبطالها، حتى الأشرار منهم، سؤال العجز والشر مفيد كذلك في انعكاس الضد، هل سؤال إيمان عن نجاة أبطالها، سؤال كتابي أم سؤال عن معنى الحياة بالنسبة لها؟ وربما هو سؤال عن نجاتها هي، من رعونة القبيلة!

“أقضي

هذا الليل المعربد

وحدي ..

ممتلئًا

بالسعادة والبكا ..

مُخرجًا

للحزن الطفيف

لساني؛ قائلًا:

وحدي ..

حصّلت أرق إهداء!”

أحب الآن أن أرى الكتابة نجاة، أو أرى في الكتابة ذاتها النجاة، -بالطبع بعد تحقق الحد الأدنى من الأمان، إذ لا سبيل للنجاة عبر الكتابة تحت نيران عدو متغطرس أو صديق خائن- قد يكون هذا قاسمًا مشتركًا ضروريًا بين كل النصوص/ الحكايات/ الأحاديث العادية، إلا أن هناك أمر ما قد يعطل السير. اللغة إذن؛ هي الجسر الواصل بين البشر جميعًا، بخلاف الأثير الذي يحملها، أقصد مكتوبة أو مرسومة أو مسموعة، هذا أمر خلافي لكن ليس موضوعنا الآن. تجديد اللغة أيضًا يعيد السؤال عن جدوى الكتابة من عدمه في ظل تشابه الحكايات، يعني أن اللغة ذاتها، كيف تقول الحكاية، هو السؤال والإجابة في الوقت نفسه. بلغة مرهفة كتبت إيمان ونورا، وكتب طارق وغيرهم بطبيعة الحال. جسر ينطلق من منطقية الفكرة إلى شاعرية المكان! هذا أيضًا أمر خلافي بين باشلار ولاكان وإدوارد سعيد ودريدا، وفي سياق صحراء الهوية عند الكوني، والغربة المضنية عند التوحيدي على الأغلب، ما تتعاظم معه صورة كيليطو كأديب يكتب عن الأدب، يعيش داخل هذا السر المفعم بالحيوية والدهشة والبراءة في آن! الأمر أن الروح التي تكتب/ تقرأ غالبًا؛ تفرد خيالها وسادًا سحريًا، بشرط صدق المشاعر ورقة القلب. هكذا كي تصبح إنسانًا.

وتاليًا، هل جُني علينا إلى هذا الحد؟! كي لا يطمح كل منا لأكثر من التمشية/ المشي خارج القبيلة/ المدينة/ النص! هل إلى هذه الدرجة “الخروج يعني الموت” يا إيمان جبل؟!

“قال:

بل هربت يا وغد ..

معتقدًا

في الجري؛ النجاة ..

لكنها لم تكن!”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر وكاتب مصري، الرواية صادرة عن دار دوّن 2023

مقالات من نفس القسم