رواية “عدَّاء الطائرة الورقية” الصادرة عام 2003 للكاتب والطبيب الأفغاني الأصل، الأمريكي الجنسية، خالد حسيني، والتي تحولت لفيلمٍ سينمائي يحمل الاسم نفسه، على الرغم من أنها كانت العمل الأول للكاتب، إلَّا أنها سجلت الأكثر مبيعًا لمدة عامين متتالين، بعدد 7 مليون نسخة بيعت في أمريكا وحدها.
من خلال قصة صداقة بين صبيين، يسرد حسيني أهم صفحات التاريخ الحديث لأفغانستان، نرى معه تلك الدولة الإشكالية التي – بسبب موقعها الجغرافي – أصبحت مستقرًّا للعديد من الأعراق، مثل الباشتون (يمثلون غالبية السكان)، والطاجيك، والأوزبك (10% منهم شيعة)، والهازارا (أحفاد المغول، وكلهم شيعة، وهم أقليه، ويشغلون الوظائف الدنيا).
مع تصفُّح الرواية نرى أفغانستان التي “تغيرت للأبد”، وتحديدًا منذ 17 يوليو 1973 مع نهاية الملكية وبداية النظام الرئاسي، بعد إنقلاب داوود خان على ابن عمه زاهير شاه لينهي 40 عامًا من الملكية، ثم الإنقلاب الشيوعي عام 1978 ورفض غالبية الشعب “المتدين” له، فالمقاومة المسلحة، ومن ثَم استنجاد الحكومة بروسيا لمحاربة الإسلاميين، فالغزو الروسي الذي استمر من 1979 وحتى 1989، ثم الحكومة الشيوعية بقيادة نجيب الله والتي استمرت حتى 1992، ومن ذاك العام وحتى 1996 تناحر واقتتال الفصائل الجهادية المختلفة طمعًا في كعكة السلطة، ثم ظهور طالبان 1996، وأخيرًا الإحتلال الأمريكى عام 2001 على خلفية أحداث 11 سبتمبر.
عدَّاء الطائرة الورقية هو حسان، الهازارا الذي يعيش مع والده علي الذي يعاني من إعاقة، و التي هربت أمه ذات الجمال البالغ مع فرقة رقص بعد أن أنجبته مباشرة، ويعيش هو ووالده في كوخ فقير، يعملان في خدمه أمير ووالده رجل الأعمال الثري (يرمز له بـ”بابا” من دون اسم محدد)، الذي ماتت زوجته بعد أن أنجبت له أمير، وهما يعيشان في منزلٍ باذخ الثراء.
رضع الطفلان حسان وأمير من سيدة هازارية واحدة، كبرا معًا، تشاركا اللعب، أدق التفاصيل وأصغرها، عاش أمير في حماية حسان المدافع عنه في أحرج وأعنف اللحظات، لكن لم يستطع أمير أن يحب حسان برغم تفاني الأخير في حبه؛ كان ذكاء حسان (برغم جهله بالقراءة والكتابة)، بالإضافة لاهتمام “بابا” به مقابل تجاهله لـ أمير، ابنه الطبيعي، معوقات وقفت في طريق حبه لحسان، فظل في سباق لكسب ود أبيه المنشغل عنه، وحين يأس منه انشغل عنه بالانعزال والقراءة.
ثم يأتي ذلك اليوم الفاصل، حينما تقام مسابقة للطائرات الورقية التي لم يفز بها أمير لولا مساعدة حسان له، يرى الابن الحب والفخر فى عينيِّ والده لأول مرة، فيشعر أن “حياته كشبح في هذا المنزل ستنتهي أخيرًا”. و في نفس ذلك اليوم يتخلى أمير تمامًا عن صديقه حينما يراه يتعرض للاغتصاب على يد آصف، الطفل السيكوباتي والثري المدلل الذي يحتقر الهازارا كغالبية الباشتون، والذي سيغتصب فيما بعد الطفل سوهراب، ابن حسان!
يرى ذاك المشهد أمام عينيه ولا يحرك ساكنًا، بل يلفظ حسان من حياته كليةً، حتى أنه لم يعد يلعب معه ولا يتشارك معه أي شىء، يهرب من رؤيته، ويطلب من أبيه أن يتخلص منه هو ووالده، وحينما رفض، نجح أمير في حياكة خدعةٍ دنيئةٍ، على إثرها يقرر علي، والد حسان – الذي عاش في ذلك المنزل منذ أن كان عمره 5 سنوات بعد أن مات والداه بيد شابين مخمورين ورباه جد أمير- أن يترك المنزل.
“لا شيء مجاني في هذا العالم، ربما حسان كان الثمن الذىي عليَّ دفعه لأكسب بابا”.
تمر السنون وينجح أمير ووالده في الهرب إلى أمريكا بعد رحلةٍ مميتةٍ ليبدآ حياة جديدة معًا من الصفر، ولتبدأ مرحلةٌ من التفاهم والحب تجمع بينهما، يتزوج أمير من أفغانية، لكنه يفشل في الإنجاب، وتمر سنواتٍ أخرى، يموت فيها الأب، وتفتر حياة أمير الزوجية، لكنه يحقق نجاحًا ماديًّا إلى حد ما بعد أن أصبح روائيًّا.
فجأة تأتيه مكالمةٌ من رحيم خان صديق أبيه الحميم ومن تنبأ له وهو طفل بأنه سيصبح كاتبًا معروفًا، يدعوه للذهاب إلى كابول ليأتي بـ سوهراب ابن حسان و ينقذه من مصير مؤلم. يحكي له عن فظاعات طالبان التي – للمفارقة المؤلمة – يوم أمسكت بزمام الحكم خرج الشعب للاحتفال لأنهم ظنوا أنها نهاية الحرب والدمار، كما حكى له عن مقتل حسان وزوجته على أيديهم عندما علموا أنهم هازارا، وطمعًا في المنزل الذي يعيشان فيه.
هنا تتفجر المفاجآت بشكل متواتر ومربك حد الجنون: سوف يكتشف أمير أن حسان هو أخوه غير الشرعي، نتيجة علاقة أبيه بـ صنوبر زوجة علي، ومن ثم سوهراب هو ابن أخيه!! تتحطم صورة الأب الذي قال له يومًا: “هناك خطيئة واحدة فقط، وهي السرقة. كل خطيئة أخرى هي وجه آخر للسرقة. عندما تكذب، تسرق حق شخص بالحقيقة، والآن “بعد خمس عشرة سنة عرفت أن بابا كان سارقًا، وسرقة من أسوأ الأنواع، لأن الاشياء التي سرقها كانت مقدسة: سرق مني الحق في معرفة أن لي أخًّا، ومن حسان هويته، ومن علي شرفه”.
يمر أمير بمرحلة من عدم التوازن وفقدان الثقة في أبيه، يتذكر كم تعذَّب عمرًا بأكمله بذكرى حسان، وكم كان حقيرًا معه، يتذكَّر تصرفات أبيه تجاهه هو وتجاه حسان، دموع أبيه الساخنة وهو يستعطف علي للبقاء هو وابنه، يقول أمير: “أنا و بابا متشابهان أكثر مما عرفت، لقد خُنا الأشخاص المستعدين للتضحية بحياتهم لأجلنا. إن رحيم خان لم يطلبني هنا لأكفر عن خطاياي فقط، بل خطايا بابا أيضًا”. بعدها قرر أن يسافر ليجلب معه سوهراب، ذهب ليؤكد لنفسه قبل أن يؤكد لأبيه ولرحيم خان أنه ليس هو الشخص الذي وصفه أبوه يومًا لصديقه قلقًا من شخصيته و تصرفاته: “ولدٌ لا يدافع عن نفسه، يصبح رجلًا لا يدافع عن أي شيء”.
بعد رحلةِ عذاب رهيبة في الذهاب، وإشراف على الموت، وفقدان الأمل في العثور علي سوهراب، تليها رحلة عودة لا تقل عنها عذابًا، والخروج بـ سوهراب من أفغانستان والسفر لأمريكا مرة أخرى، يكتشف أمير بعد قراءة رسالة أخيرة تركها له رحيم خان قبل أن يرحل للأبد، أن نهاية عذابه ستكون مع نهاية رحلته لأفغانستان، ويتذكر عبارته الشهيرة له حينما كان يحفزه على السفر: “هناك طريقة لتعود جيدًا مرة أخرى”. مطَمئنًا إياه: “رجل لا يملك ضميرًا لا يتعذب”. ثم مصالحًا إياه على أبيه: “أبوك كان رجلًا ممزقًا نصفين، أنت وحسان، أحَبَكما سويًا، لكنه لم يستطع أن يحب حسان كما أراد، كأب، لذلك صبَّ ذلك عليك، عندما كان يقسو عليك كان يقسو على نفسه أيضًا، أبوك مثلك روحٌ معذبة”. محاولًا اقناع أمير أن الخير الحقيقي وُلِد من ندم أبيه، فبنى ملجأً للأيتام وأطعم الفقراء وأعطى المال للمحتاج، فكأنما ذلك هو الخلاص.
تأتي على لسان الراوي/البطل أمير في نهاية الرواية عبارةٌ أن “الحياة ليست فيلمًا هنديًّا”، لكن بعد كل تلك الأحداث والمفارقات ومع الفروغ من الرواية قد يختلف القارىء مع هذه الجملة لأنه سوف يكتشف أنَّ حياة أبطال الرواية، وربما حياة الأفغاني بشكل عام ما هي سوى فيلمٌ هنديٌّ بكل ما يحويه من مفاجآتٍ غير متوقعة ومبالغاتٍ وصعاب!
أمير كان النصف المعترف به إجتماعيًّا ودينيًّا، النصف الثري، المحَصَّن، تلك الحصانة التي تأتي مع الثراء، في نفس الوقت كان حسان النصف غير المعترف به، كونه ابن سِفاح، المُعدَم، فاقد الحصانة. لذلك لم يدعم أو يهتم الأب بأمير لكونه يمتلك الكثير، لكنه على العكس كان داعمًا قويًّا لحسان بما أنه يفتقد لكل شيء. من هنا نعلم سر تصالح الأب مع أمير حينما رحلا إلى أمريكا، لأن ظروف أمير تشابهت مع ظروف حسان المفتقر للمال والنفوذ، فكان الأب ينظر إلى أمير وكأنه ينظر إلى حسان!
هناك مشاهد لا يمكن محوها من الذاكرة إما بسبب دمويتها المفرطة أو إنسانيتها المفرطة، فسواء كانت هذه أم تلك، فالكاتب كان طوال الوقت يمسك بزمام مشاعرنا كقراء كما يمسك محرك عرائس الماريونيت بخيوطها ليحركها في كل إتجاه: مشهد رجم إثنين من الزناة في ستاد غازي، مشهد هروب الأب وابنه أمير من كابول للوصول لأمريكا في شاحنة بترول، مشهد مقتل حسان وزوجته، عودة صنوبر والدة حسان، الأطفال الجوعى للسائق فريد، رجل يائس يبيع قدمه الصناعية ليطعم أولاده، ملجأ الأيتام المُعدَم الذي يحوي أطفالاً يعجز عن إطعامهم وكسوتهم، هيئة سوهراب في زينة نسائية ورقصُه مع تحرش آصف الجنسي به أمام أمير.
الرواية بكائية على أطلال وطن كان يومًا ينعم بالسِلم، فمن الواضح أن هجرة الروائي هو وعائلته إلى امريكا كلاجئين سياسيين في عام 1980، لم تجعله ينسى نكبة وطنه الأم، فقرر أن يكتب عنه لتكون وثيقة حية يضعها أمام الضمير العالمي، فهناك عبارة في الرواية توضح مدى إرتباط الأفغاني بوطنه، تأتي على لسان أمير لزوجته ثريا: “تستطيعين إخراج الأفغان من باجمان، لكن لا تستطيعين إخراج باجمان من الأفغان”.
“لأجلك .. ألف مرة أخرى” هي العبارة الأثيرة في الرواية، والتي تلخص مدى حب وإخلاص حسان لأمير، ففي بداية الرواية كان الأول، الذي يستشعرها بصدق، يقولها للثاني، الذي كان يحمل مقدارًا ثقيلًا من مشاعر مختلطة تجاهه حتى أنه لم يفكر بحسان كصديق، ثم في منتصف الرواية يقولها فريد السائق لـ أمير، وعلى الرغم من أنه لم يعنيها بحق، لكنها كانت كفيلة بجعل أمير يتذكر حسان فتنهمر دموعه، ثم تنتهي الرواية بتلك العبارة على لسان أمير، يقولها لابن أخيه سوهراب وهو يتوق للفتة أو كلمة حب منه!
نجد دومًا تسامح “الهازارا” المتمثلون في الرواية في عائلة علي وابنه وحفيده، الأخلاقيين، المؤمنين بالله حقًا، أمام “الباشتون” الذين يحتقرونهم و يعاملونهم معاملة غير آدمية. تقتلهم طالبان، فقط لأنهم شيعة، بإستثناء عائلة أمير التي احتضنت علي طفلًا ثم ابنه حسان وعاملتهم معاملة إنسانية، وربما يعود ذلك أيضًا لكون تلك العائلة مثقفة ومستنيرة بشكل كبير في محيط مجتمع أغلبه جاهل ويحكمه التعصب العرقي، ولوالد أمير عبارات توضح فكرَه ورؤيته للأمور، منها حينما كان أمير صغيرًا ينتقد شرب أبيه للخمر مع أن “شرب الخمر في كابول كان أمرًا معتادًا” بحسب الراوي، فيرد عليه: “إن كان هناك إله، فأرجو أن يكون لديه أمورًا أهم ليهتم بها أكثر من شربي للسكوتش أو تناولي للحم الخنزير”، وحينما تحدث معه عن الموالي (الإسلاميين)، فقال له أبوه: “بُل على لحى كل أولئك القردة حاملي الحق في جيوبهم .. فليرحمنا الله جميعًا إذا وقعت أفغانستان بأيديهم” .. و قد وقعت .. و قد صدق .. حتى أن أمير يقول فيما بعد واصفًا أولئك الناس من أبناء جلدته: “الطريقة التي يدمر بها رجال وطني أرضهم”. تلك الطريقة التي جعلت على الرغم من أن هناك “كثير من الأطفال في أفغانستان، لكن قليلًا من الطفولة”.
في الحقيقة لا نعلم هل من بدَّل شخصية أمير من النقيض إلى النقيض هو رحيم خان وكلامه و عبارة أبيه عنه، أم الظروف والحقيقة المُرة التى علمها لاحقًا، أم رغبة حقيقية داخلية وعذاب استمر عمرًا، فآثر أخيرًا أن ينتقم من نفسه برميها في مغامرة عودته لأفغانستان لاصطحاب سوهراب حتى لو كان ذلك على حساب حياته.
خلفية الروائي كطبيب ساعدته بشكل كبير في وصف الحالات المرضية وأنواع الأشعات و التحاليل.
تكلم الروائي عن سوءات وعورات الغزو الروسي، وكذلك عن الحرب الأهلية، و أفرد صفحات كاملة للجرائم البشعة لطالبان، وهم طلاب الشريعة، والتي كانت شريعتهم تنحصر في “رجم الزانين، واغتصاب الأطفال، وضرب النساء اللاتي تنتعلن كعوبًا عالية بالسياط، وذبح الهازارا، كل هذا باسم الإسلام” .. العبارة التي ألقى بها أمير في وجه آصف، أبرز هوسهم بسفك الدماء (رجم الزناة، مذبحة الهازارا عام 1998)، جشعهم المادي (“هم فقط القادرون على أكل اللحم” عبارة جاءت على لسان فريد)، كرههم للحياة و مظاهرها (منع مسابقات الطائرات الورقية عام 1996)، كرههم للحضارة و التاريخ (هدمهم لتمثالي بوزا في مدينة باميان)، احتقارهم للمرأة المتمثل في منعها من العمل ولا يهم بعد ذلك عدم قدرتها على الإنفاق على أولادها بعد موت الآباء جراء الحرب، فتضطر لوضعهم في الملاجىء المُعدَمَة و التي تضطر بدورها لبيع البعض منهم (ما حدث لسوهراب) مقابل الإنفاق على بقيتهم.
كما يفضحهم حسيني من خلال النماذج السيئة المنضمة إليهم مثل آصف الذي كان ينتقم لأصله البرجوازي وعرقه الباشتوني، والذي رأى أنه تلطَّخ حينما رماه الشيوعيون من الهازارا و الأوزبك في السجن، بالإضافة بالطبع لتركيبته الدموية التي تلاقت مع تركيبة طالبان، حتى أنه يستشهد بفخر بمشاهد تصفيته للهازارا في مزار شريف، لم تمنعه سيدة أو طفل عن إفراغ كامل رشاشه الآلي الذي كان يحمله في صدور عائلات بأكملها. يقول وهو يقبِّل مسبحته: “لن تعرف معنى كلمة تحرر إلى أن تقوم بهذا، تقف في غرفة مليئة بالأهداف، تترك الرصاص يطير بلا شعور بالذنب والندم، عالمًا أنك طاهر، جيد وصادق، عالماً أنك تقوم بعمل الله”!
لكنه أبدًا لم يتكلم عن الغزو الأمريكي وفظاعاته، هو فقط يذكر أنه تم غزوها على خلفية سقوط البرجين، بل أنه في الرواية يقدم أمريكا في أبهى صورها من خلال حياة أمير واستقراره الشخصي والمادي فيها، بل وأكثر من ذلك لم يتعرض مطلقًا لمسألة إضطهاد المسلمين في أمريكا بعد 2001 !
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل استقرار الكاتب هناك يجعله يحقق هذا النوع من المواءمات التي من شأنها أن تحفظ حقه ومكانته في المكان الذي يعيش ويتحقق فيه ويتكسَّب منه؟ ثم يتبعه السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وجرأة أكبر: هل كم الجوائز الكبير التي حصلت عليها الرواية (5 جوائز)، حتى أن لورا بوش قالت عنها “رائعة بحق”، كانت الثمن المدفوع مقابل تقديم صورة روسيا السيئة المُدَمِرة أمام أمريكا ذات الوجه الجميل؟ أم أن مرور ثلاث سنوات فقط منذ الإحتلال الأمريكي وحتى صدور الرواية، لم يُظهِر للكاتب الوجه القبيح لأمريكا، وربما كان يلزمه مزيد من السنوات حتى يحسم وجهة نظره؟
لكن على أي الأحوال، وبرغم تلك الملحوظة، وهذين السؤالين، وتلك الجوائز، لا يمكن أن نمنع أي شخص من القول بأن هذه الرواية قد تُعَد ضمن روائع الأدب العالمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





