ناريمان حسن
(1)
يؤدي العمر دوره ببراعة
ثمة زهور برّية
تولد
وتموت
ولم تطلها يدٌ أبداً
ثمة أطفال يأتون من بعيد
ولم تطأ أقدامهم
أرضاً خصبة،
هذا الزمن الخبيث العدوّ الأول للبراءة.
(2)
يدّعي العشاق
معرفتهم لبعضهم البعض
يدّعي الآباء
مكنونات الأبناء
يدعي الأصدقاء خفايا وأسرار المقربين منهم
لا يتجاوز الأمر سوى بضعة
ادعاءات كاذبة.
3)
أحاول العيش،
وأتجاهل كون بعض المحاولات
مجرد إهدار للوقت
وكون الأيام باهتة، نستند بها على جذع ميت
وننتظر مطراً
لن يجيء
وجذوعاً لن تعاود النهوض.
4)
أنا لست المرأة التي عرفتها
فيما مضى،
كنت أوقِظ من أجلك كل النوارس
على الشاطىء
أبيت هناك.. أطعم الأسماك قلبي
فيما مضى
كنت أشتعل للحرية
الآن أجلس مكتوفة أضم قدماً إلى أخرى
لا أحاول إخبارك حتى
إن غياب الحب أجلسني في زنزانة.
5)
وصفني بالسامة
نمت كل الثمار المحرمة في جسدي
فأنا أرض خصبة
ما إن تتحلل بعض جذورها حتى تنمو أخرى
كثيفة نيابة عنها.
6)
أمام الزوبعة القاتلة
هناك أشياء بإمكاننا العثور عليها
بإمكاننا إيقاظها من صحوة دامت فصولاً كاملة
يتخللها نوم عميق، يوقظ الموت من غفوته
علقنا كلنا في زوبعة باهتة،
في أعيننا لا أثر يوحي بنهوض شفق جديد
فقط انعكاسات لمدن منهارة وأيدينا مغمورة برفات مقدس
ألقى علينا الليل ظلاله السوداء
ورمى بنا بعيداً
تراءى لنا الأمان كحلم بعيد، لن نستيقظ على أثره
تمددنا كلنا على جسد شبابنا
ورحلنا بهدوء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة سورية .. ديوان “غزالة تعرج نحو منفاها” .. من سلسلة إشراقات الصادرة عن دار تكوين، ويشرف عليها أدونيس