سارة القصبي
الأمرُ كلّه
يتعلّق بألمٍ قاطعٍ في أحشائي.
لم أصدّق يومًا جسدي،
ذلك الجسد الذي رافقني أعوامًا،
يستجديني للإنصات:
أحيانًا أسمع،
أحيانًا أنصت،
وأحيانًا أكتفي بالشعور به.
كان صوتك يسبّب لي ألمًا حادًا
في أعلى معدتي.
تزورني نوباتُ الهلع
مرتين أو ثلاثًا كل أسبوع:
أرتجف،
ويتخبّط قلبي بين ضلعين،
كمقعد سائقٍ يدخّن
لفافةَ تبغٍ من مخلفات
مصنع هيروين فاسدة.
ترتجُّ أوصالي
كلما افتعلتَ خدعةً كاذبةً
تصيبني بها،
حتى أظلّ بين قيودك
قيودِ المرض.
أغلق عيني
وأعلم أنني في بئرٍ سحيق،
مدفونة تحت القذارة.
يدي لا تصل إلى المقبض،
أتنفّس القليل…
وأرتجف.
تقف الكلمات عند فمي،
أعجز عن الحديث،
وأتقيأ.
كلما هاجمتك نوباتُ قلقك القاتلة
تشهر مسدسك القديم في وجهي،
فأُسابقك إلى القبو،
أدفن رأسي بين قدميك،
وأنام.
ذلك الخيط بيني وبينك،
نما كسيفٍ فوق رقبتي.
كنّا نسِنّ حدَّه كل ليلة بالقبلات،
حتى يطلع النهار
وتهرب منك شهرزاد…
أو تهرب
وأنت تعلم أن ذاك الحبل الرقيق
يلتفّ حول رقبتها،
كلما رفعت رأسها
وصمت الكلام.
تهزّ يديك
لتصل بالسيف إلى الحنجرة الذهبية الجميلة،
فتفتح فمها
وتروي لك الحكاية…
لتنجو.
لكن اتضح أن الحكاية
أكبر مما نظن:
الجميلةُ أحبت الوحش،
وليلى ذهبت مع الذئب،
وتلك الشهرزاد
أفسدت الحكايات.
أنا أعيد الكتابة.
أتناول مضادات الزمن
وأكتب من جديد.
علّقت نوبات الهلع
في باب القبو،
وماتت الكتلة السوداء
التي طالما مكثت فوق المعدة.
الضوء يعبر بين الأشجار…
و…..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصريّة
شاعرة مصريّة