أحمد العشري
أنا لا أُصوّرُ الوحدة
بل أتركُها تمشيْ في الكادر
تتقدّمُ ببطءٍ مدروسٍ
تعرفُ الطريقَ
فتسبقُني
ولا تستعجلُ الوصولَ
الرجالُ في أفلامي
لا ينتظرونَ أحدًا
يمشون فقط
وهم يحملون على أكتافهم
هزيمتي
أو وجهي الملطّخ
بحقيقتهم
الوقتُ لا يمرّ بنا
بل يتوقفُ قليلًا
ثم يشكّ
أنني ما زلتُ معهم
أتركُ الصداقةَ
تمشي في لُغتي عاريةً
ومن لقطةٍ طويلةٍ
لا تقطعُ حزنها
أو من جملةٍ قديمةٍ
كُتبت
وكان فيها
جرحُ يهوذا
يُغني لهم
على أوتارِ ضوءِ الكاميرا
“جرحي لا يطلبُ شفقةً
ولا يعدّ بالشفاء
جرحي يعرفُ
أن الكلامَ لا ينقذ
وأن أقسى ما في طريقي
وصولي دائمًا
متأخرًا”
أنا لا أثقُ بالبداياتِ
ولا بالضوءِ السريعِ
كل ما يلمع
يعبرُ
وكل ما يبقى معي
يمشي ببطءٍ إلى جواري
دون أن يلتفتَ
حزني لا يلوّح
وهو يبقى
أزماتي مع المنتجين
هي نفسها مشكلاتُ حبيباتي
فلقطاتي تطول مع أبطالي
أبطالي؛
من الرجال المهزومين
من يفهمون أن وحدتي
حركةٌ ناقصة
خطوةٌ في فراغٍ
وحدتي
جملةٌ كُتبت في قمصانهم
كما رسم الرصاصُ اللهُ
على صدور الشهداء
ولم نجد سوياً إلى الآن
صدرًا
نلقي عليه
بردها
وحدتي جنديٌّ
نسي اسمهُ
على حدود مشاهدي
يحمل الرايات الثقيلة
بعد المعارك
لا مرفوعة
ولا منكسة
بل شاهدة
على من يأتون بعدي
فكلهم لن يجدوا الطريق
سيجدون أثرًا فقط
يكفي وحدتي
وكاميرتي
مخدوشة العدسة والشرف
يكفي
كل سيناريو ممزق
في غرفتي
أنا حزينٌ جدًّا يا أبطالي
فكلّما وصلتُ نهايةً ما
لا أجدُ أحدًا في انتظاري
حتى أنتم
صورٌ ناقصة
أتركها تمشي في أفلامي
لتتقدّم ببطءٍ مدروس
وينتهي السباق
ب فوزنا..
مرة!












