لتبدأ موسيقى الحجرة
الجدران جمهور
جسدك مقطوعة
وأنا عازف ووتر
القبلات
بذور نتركها في الطرقات
تختبر خصوبة الأرض،
في الغد تنمو
تصبح أشجارا يستظل بها المارة
يبتسمون لأطيافنا التي تحرس الضوء
في انتظار المساء الجديد
أنقذنا الشارع من وحدته
أخذناه إلى أسِرّتنا
الأشجار جاءت معه
نامت إلى جوارنا
افترشت الأوراق كلها
استعد البنفسج للنشيد
ولما حان العزف واقترب الماء
عجز الظلام عن الركض
أُقبّل قدمك
وأحسد السلسلة
التي تحيط بها كسورٍ لا يحجب الحديقة
السلسلة اعترفت في فمي
بأنها معكِ
تخون معدنها
تكتفي بالبريق الذي يشع من جسدك
البريق لم يجعلها قيدا
السلسلة تعرف أن ماءك
يعود بها كل ليلة إلى صهد المناجم
حيث وهج الفتنة أقوى من لون الذهب
خذي الهواء الذي كان بيننا
احجزي له مقعدا على طاولة الطعام
في آخر الليل
ضعي رأسك على وسادة بيضاء
ليحلم بي
أديري قرص الموسيقى
واذهبا معا إلى حلبة الرقص
هناك، سيستعير يدي لكي لا يصاب خصرك بالدوار
بإمكانه أيضا أن يقبلك
في المكان ذاته
الذي تحرر منه
فالهواء الذي أفلت من عناقنا
نبيل
لا يخون مكان الولادة
ولا يعطي ظهره للتفاصيل
أصابعي شقت نهرا
استغله الضوء
وتمكنت مراكب الشمس أخيرا
من معرفة طريقها إلى الخلود
قبلاتك
صافية كنبع
عندما تريد،
وقاطعة كنصل.
أسير معك
أضع يدا فوق كتفك
والأخرى فوق كتف رجل يشبهني
أحاول إقناعكما بدأب معلم عجوز
أن الزمن زجاجة مليئة بالماء العذب
والحياة ليست صحراء
لنشرب ببطء
الحياة،
تستطيع مقاومة العطش
بأغنية وقفت على أحبالنا الصوتية
كعصفور لم يهتز
فتركنا له آذاننا إلى الأبد
أنت حديقة مزروعة بأشجار ملونة
وأنا بستاني
وصلت يدك بينه وبين الربيع
فلما انهمر ماؤك
هربت الصحراء من بين أصابعي
التفاتتك باب للمجرة
ورقبتك راية نصر
أقف تحتها
أغني لجنودك الذين يواصلون زحفهم
عطشى لماء جديد
انا وجه قهوتك الصباحية
أتأملك مثلما تتأمليني
آخذ من وجهك نفسا طويلا
ورشفة تشيع في رائحتك إلى الأبد
ثم تعبر يومي القصير
أرى السلام يا حبيبتي
فلاحا يقف على أطراف حقل
يكلم الطيور
يدس البنفسج في سنبلات القمح
ولا ينشغل بالحصاد
يترك الأطفال الذين أنجبهم
يرسمون فوق صدرك نجمة
تعرفها يدي
غرامنا
علامة مائية
لا يقوى الآخرون على فهمها
لوحة في متحف قديم
لا يسمها غبار
غرامنا
تلاوة الظل للشجر.
ــــــــــــــــــ
* من ديوان “تلاوة الظل” للشاعر سيد محمود، يصدر قريبا عن دار العين بالقاهرة
خاص الكتابة