دعاء محسن
اللحظات التي تسبق العاصفة
30 نيسان 2018
في اللحظات التي تسبق العاصفة،
تثور ثائرة بيلي لأن أخاه باع الدراجة
الممثل الذي ظن نفسه ممثلًا رئيسيًا يصرخ في وجه المخرج:
“أكون أو لا أكون”
يترك المسرح خلفه، والبحيرة أمامه
في الليل السرمدي، لا تراه سوى فتاة الليل التي أنفقت عائد الأمس في شراء أدوات طبية ومكياج رخيص تخفي بهما آثار الضرب
يتبادلان نظرة مرتبكة، تعتذر له، ويعتذر لها، دون أن يتبادلا كلمة واحدة.
دانييل -الذي قضى نهاره كاملًا في المكتبة العامة بحثًا عن جملة يخلق منها قصة-
يقوم بحرق رسائله والصور التي جمعتهما
كانت قصته بين يديه، لكن جميعنا يقع في الخطأ ذاته:
نظن أن الكتابة تخليدٌ لا تخليص
فُنقيَّدُ بما نظن، ولا ندرك أيهما.
تقيدنا القصص التي ظننا أننا قيدناها.
آنا تركض من حجرة لأخرى، بحثًا عن كتابها السماوي لتقرأ الصلاة “قبل أن تقوم القيامة”
يطرق أحدهم بابها، فتقول له:
“إنها النهاية، فالمطر لا يسبق العاصفة. لا ينبغي له أن يفعل. إنها النهاية”
وتعود إلى منزلها، قبل أن يعتذر لها جارها لأن زوجته نست أنها تركت وطنها، وأن الملابس تُنشر داخل المنازل، لا خارجها.
“المطر لا يسبق العاصفة”
لكن الوردة التي داسها أحد المارة من أسبوعين، انبعثت من تحت التراب، ثم انحنت قليلًا كيلا تعرقل أحدهم مرة أخرى.
مُعلمة الاجتماع تفكر في عدد الوردات التي انحنت لأنها تألمت، ولا تصل لشيء.
أفكر في اسمي، وأفكر في استحالة أن ينطقه من لا يعرف العربية، ثم أبحث عن ترجمة مناسبة لمعناه في اللغة الأقرب لقلبي، فأجد أقرب الأسماء بمعنى صلاة Oración وأفكر أنني سأفتقد اسمي، وسأطلب من أصدقائي في بداية مكالماتنا أن يقولوا “أهلًا دعاء”
العلاقة بين الإنسان واسم ميلاده لا يجب أن تنتهي.
في اللحظات التي تسبق العاصفة،
هناك من يحاول أن يكتب قصيدة
لكنه يخلق جنينًا مشوهًا للغاية
وحين يبكي -الكاتب لا الجنين-
تحتضنه حبيبته،
فيبكي بعنف بالغ، لأنه لم يكتب عن الوطن الذي خلقته له بين ذراعيها بعد.
في اللحظات التي تسبق العاصفة،
يتألم الجميع لأسباب لا علاقة لها بالعاصفة
لكن التمثال الذي يقف وحيدًا في الساحة
يبكي
لأنه لا يعرف إن كان سينجو
ولا يعرف إن كان يريد أن ينجو
يبكي
لأن كل من سبق ذكرهم مروا به
دون أن يسأله أحدهم إن كان بخير.
حتى التماثيل تبكي،
ربما أكثر من البشر.
إيكاروس طائرًا..
قائمة بالأشياء التي كان يمكن أن أكونها كي أراوغ الألم (أو أتظاهر بأنني لا أفهمه):
الثلاثاء
10 نيسان 2018
أراني طائـرًا تبهره الأرض أكثر مما تبهره السماء
فيقترب من المارة الذين يفزعون لأنهم يظنونه طائرًا أعمى. يفسحون له مجالًا ليهبط -أو ليرتطم بالأرض لأن تلك هي النهاية التي يرونها مُحققة- لكنه فقط يود أن يحلق وسطهم… أن يطير أفقيًا. أراني طائرًا يبهره السقوط انبهار إيكاروس بالتحليق.