حكايات الدكتور سْفَر- جزء 2-

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

  زياد بوزيان

   أصبح الدكتور سْفَر معتزا  كثيرا بجنسيته الجزائرية ، مُدركا كل ما ولج الدرس أن "مجموعة الخلف" ليسوا بمجموعة مشاكسين ولا مُغفلين، بل هم فريق المُعارضة لأفكاره وطروحاته النقدية، حتى أنه أصبح يشك في أمازيغية بعض أفرادهم! ؛ فهم يطرحون عليه أسئلة فكرية عميقة ، ناهيك عن مضياقاتهم له بتصرفات محرجة.

هو ذا أحدهم يناديه : -أستاذ سْفِير لدي سؤال لك. فيغضب ويرد عليه بنرفزة :

أنا لست سفِير بل أنا سْفَر. عندها لم يتمالك أحد أفراد المجموعة نفسه لينفجر ضَحكاﹰ فيشير له الدكتور بأصبعه ناحية الباب ، ليخرج الطالب وهو مطأطأ الرأس وهو يكتم أنفاسه من إنفجار آخر محتمل.

ألم تقل لنا بنفسك أنّ اسمك الحقيقي سفِير وليس سْفر؟

بلاَ. لكن العبرة الآن ليس في الاسم زيد أم عمر بل في التكرار المُغرض قصد السخرية وتضييع الوقت ؛ زملائكم في الأقسام الأخرى أنهوا مقرراتهم وأنتم ما زلتم في مرحلة التعارف المٌغرض، أقسم بالله، لو أن أحدكم جاء بنفس الآية الأُرَسِبنَّه أو أفصله نهائياﹰ. بلا سفير بلا هم ، أُفضّل أن أعمل طاهي لأُكلة سْفِيرية الشعبية في مسقط رأسي على أن أعمل سفيرا في إحدى البلدان العربية.

لكن ألا تفقه لغة ثانية غير العربية يا سيّدي،  تخولك العمل سفيرا في فرنسا مثلاﹰ؟

تهرّب الدكتور سْفر من الإجابة كليةﹰ وراح يعطي دروسا في الوطنية والعمل الثوري و فرنسا الاستعمارية حسب تصوره الشخصي.

الحكاية الرابعة : أعظم إستعمار وإستدمار في تاريخ الإنسانية

  يا أبنائي الطلبة أنصتوا إليَّ جيدا ، إنهم يكذبون عليكم عندما يعطونكم دروسا في الوطنية، يعلِمونكم تلك الوطنية المزيّفة ، وطنية “بيان أول نوفمبر” كما تدّعي الحكومة ومن يجري في فلكها، و وطنية “الشرعية الثورية” كما يحلوا للمعارضة وصفها، ولا عندما يلقينُونكم تاريخاﹰ تحوم حوله الشكوك يدعونهُ تاريخ ثورة التحرير: المجيدة والمظفرة و التليدة.. و.. ضد من؟ ضد الاستعمار الفرنسي: الغاشم، المستدمر، المجرم، ال.. 

 – “ياو فاقو” على حد تعبير الكوميدي الجزائري عثمان عريوات ، كل هذا هو تُراهات أكل عليها الدهر وشرب، إنه ذرٌ للرماد في عيون المتعلمين، وتنويم مغناطيسي للشعب الأمي الغلبان، باللعب على عواطفُو اتجاه تاريخ فرنسا “المسيحية” في الجزائر لكي تستمر في سياستها “الشرعية الثورية” للبقاء في الحكم . بينما أضعف الدول الافريقية وأفقرها اليوم تتجه إلى الديمقراطية كالسينغال ومالي وتشاد وإحنا مازلنا نِصوَّر فرنسا بُعبع و راجل كافر لا زم نِحتاط مِنُو حتى لا نُصاب بوساوسُو الشيطانية . وبعدين مِين هم ثوار الجزاير الأحرار، اللّي هزموا فرنسا، موش هُمَّا مجموعة شباب لا يتعدى أكبرهم سناﹰ الثلاثين سنة رموا بالثورة في حضن الشعب، يعني راحوا مِتخبيِين تحت الأطفال والنساء والشيوخ مثل ما تعمل الجهاد وحماس اليوم في غزة يضربُوا اليهود ويتخبَوْا في ملاجئ الأطفال، هل هذه هي الثورة وهاذو هم الثوار؟

كلاّ. الثائر الحقيقي يحتضن بنفسه الثورة ويبتعد قدر الإمكان عن المدنيين وما يعمِلش حساب للإختلاف الأديان خالص زي الثوار البلاشفة واللاتينيين؛ وبعدين فرنسا كانت تقول الجزائر المسلمة الفرنسية ، وتشجع الجزائريين على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم دينية ولغوية دون أن يكون ذلك سبب في تخلفهم ، ولست أدافع عن فرنسا فأجدادي “الجبليين” سقط منهم الكثيرون وهمَّا موش عارفين ليه ماتوا!

“-هاك خُذ البندقية وبنعطُوك أجرتك وعايلتك في ضمانة ربِّنا ، واللّي موش معانا هو ضدنا”. هذا هو حال أغلب الشعب المسكين الغلبان المقهور، ماتوا موش عارفين ليه ماتوا بينما “الثوار الشباب المحظوظين” الذين أصبحوا قادة في تونس والقاهرة و دمشق.. بل في مناطق أكثر أمنا في الصحراء و وهران في الجزائر نفسها ، مِنهم من عُدَّ “مُجاهد في التنظيم!” ومنهم من عُدَّ “مُجاهد بالقلم!”. هل هؤلاء ولدوا لكي يتسيدوا و أولائك ولدوا وليدوا ليموتوا؟ ؛ أتعرفون لماذا لم تطالب أستراليا الاستقلال عن التاج البريطاني إلاَّ مؤخرا بعد مئة سنة استعمار؟ ببساطة لأن أستراليا شعب متحضّر.

إن أعظم استعمار في تاريخ الإنسانية ليس هو استعمار فرنسا  للجزائر ولا هو استعمار اليهود لفلسطين مثل ما يكذبوا عليكم : فرنسا جات للجزاير عَشان تحمي ظهرها من قاعدة القراصنة الأتراك في أعالي البحار وتضرب عصفورين بحجر واحد ، يعني تجلب الحضارة لناس يقتاتوا من السّلب والعدوان وما يقدَّروش حَد غير أنفوسهم وبس ، أقصد حادثة مروحة الداي حسين. أما فلسطين ففيها مناطق لم تعرف ناس اسمهم العرب منذ أن خلق الله الانسان على هذه الأرض ، يعني من 950 سنة قبل الميلاد واليهود ساكنين حيفا ونتانيا وتلأبيب

يعني حضرتك لم تقل لنا من أعظم استعمار في التاريخ؟

هو استعمار البربر، استعمار العرب لنوميديا الغربية و الشرقية في شمال إفريقيا يا سيدي، هذا هو أعظم إستعمار في التاريخ؛ لأنه ما يزال مستمرا ، عمره حوالي 1100 سنة لم يستطع طمس معالم وهوية الشّعبين البربري والأمازيغي لكنه نجح في تقزيمهما وإذابتهما في القوافل العربية طيلة تاريخ الغزو والاستيطان منذ القرون الوسطى.

لكن هذا فتح وليس إستعمار يا أستاذ.

هل تستطيع أنت أو غيرك أن تثبت لي أن البربر- وإن لم يكونوا عامة الشعب بل مثقفيهم وقاداتهم – لم يعتنقوا الدين المسيحي؟ وهم على مرمى حجر من إمبراطورية الروم . أجل استطاع استعمار الأمازيغ و تذويبهم ، بينما لم يقدر الاستعمار نفسه – العربي- على استعمار الفرس و لا تذويب الإسبان ومحْوْ هويتهم حتى بعد أربع قرون … يدق الجرس..

سنكمل في الحصة القادمة.

الحكاية الخامسة : “سألني سائل من القائل وفي أي مناسبة

أحد طلاب “مجموعة الخلف” يرفع يدهُ متدخلاﹰ : – كنا نتحدث قبل الاستراحة عن الاستعمار ونسينا الصحراء الغربية يا أستاذ، نوَّد أن تعطينا تحليلاﹰ وافياﹰ شافيا للقضية؟ وأنت طبعاﹰ مع البوليزاريو والاستقلال.

صحيح، برافو، فيه قضية اسمها الصحراء الغربية ، لا غالب فيها ولا مغلوب، يعني الجزائر و المغرب هما في الهوى سوى ومتورطين فيها للأذنين.

كيف يا أستاذ؟

الأمر يشبه قضية السرقة والانتحال في الشعر الجاهلي الذي تحدثنا عنه في الدرس السابق، أتذكر في سؤال ؛ هل هذه الأبيات الشعرية :

فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً     أُلقَّمُهُ بأطرافِ البَنانِ

 أُعلِّمهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يومٍ        فَلَمّا اشتَدَّ ساعِدُهُ رَماني

وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي       فَلَمّا قال قافِيَةً هَجاني

  أُعَلِّمُهُ الفُتُوَّةَ كُلَّ وَقتٍ         فَلَمّا طَرَّ شارِبُهُ جَفاني

هي لمَعن ابن أوس في أخِﹺ له ، أم لعقيل ابن عَولفة أم لمالك ابن فهم الدُّوسي في ابنِﹺ له؟  وحتى ينجو المذيع من ورطة مقنعة-بِنسب الأبيات لشاعر عن آخر- في برنامجه الإذاعي الأشهر “سألني سائل من القائل وفي أي مناسبة” ، لأن الأمر يتطلب بحث أكادمي وجهد علمي قد يمتد لسنوات ، ينسِب الأبيات للشعراء الثلاثة معاﹰ ، مع أنها تخص الشاعر بن فهم الدوسي وكان ملكاﹰ عاش في اليمن قالها في ابنه الأصغر سُليمة و عاش قبل 480 عاما قبل هجرة الرسول(ص) ، والقضية هنا تشبه قضية الصحراء الغربية لأن أصحاب الشأن مغيّبُون وهم البحاثة الأكاديميون الذين بمقدورهم وحدهم الفصل في القول  أي رد كل شيء فيه إلى أصله حسب تعبير عميد الأدب العربي ، وعدم ترك الحبل على الغارب لمن هبّ ودب ؛ فمن الطبيعي أن المسلمين ينسبون الأبيات لمَعن ابن أوس لأنه مُخضرم ، والأعاجم ينسبونها لبن فهم الدُّوسي الذي  مُلّك في أرض العراق قرب فارس ،  وهكذا بحسب مصلحة كل طرف في الشاعر وقربه منه. فالانتحال يقع تحت طائلة السياسة والدين.

  الصحراويون في عز التّمرد والثورات العربية لم يحركوا ساكناﹰ! والغالبية العظمة مندمجون أو ساكتون راضون على أقصى تقدير، يعني مغَيّبِين أنفسهم تاركين الأمر لكمشة منهم ؛ غالبيتهم متجولون سواح عبر مطارات العالم ، والجزائر التي لا ناقة و لا جمل معهم، تورطت معهم، كون الصحراويون ليس في قدرتهم إثبات حقّهم سياسيا و لا عسكرياﹰ من دونها، والمغرب متورط هو الآخر في القضية ويسميها ﺑ”المسيرة الخضراء” لأنه عضو في للأمم المتحدة التي تقول “الصحراء الغربية أرض متنازع عليها” وهو مُقر لِمَا تصدره من لوائح حولها مع ذلك يصطنع خطاب مزدوج حولها.

 

الحكاية السادسة :  “حدثني الشّيطان قال

لاشك وأنكم تعرفون كاتب العربية الكبير جبران خليل جبران ، هذه القصة ليست قصته إنما هي قصتي أنا. أحلِق شاربي أو أغير لقبي إذا جاء أحد المغاربة بمثلها قبل خمسين سنة القادمة.

تتعالى بعض الضحكات من هنا وهناك ويستأذنه أحد طلبة “مجموعة الخلف” للكلام:

هذا يعني أنها من الجودة بما كان. أتروي فيها كذلك قصة الشيطان مع الأب الخوري سمعان أو قصة كبير الجن الذي يجدِّف على الشمس، يلعن البشر ويأكل لحومهم .

كلاّ. العنوان فقط يوحي إلى الأسوب الجبراني.. هذا يعني أنك قارئ لأدب جبران ، أنت مشكور، أُشجِّعك : في أدبه قيم إنسانية بالغة قد لا يضاهيها فيه أي كاتب من كتاب الإحياء، ربّما لكونه مسيحي لذلك لم يلقى إستحسانا وتنويها كان يستحقهما في أدبنا العربي الحديث بالرغم أن نصوصه تعليمية تفيد النشأ في الإنشاء والتربية معاﹰ. أتعرفون لماذا أضعه خلف شوقي مباشرة؟ لأنه “الكاتب الملاك” في نظري وهذا اللقب الأنسب له من لقب “الأديب الفيلسوف” ؛ معتدل في مسيحيته و ناقد شرس للمتديينن “المزيفيين” في الإسلام و المسيحية قد سبق عصره في قصصه النقدية تلك التي تعرفون ودونما قذف أوتجريح ، طبيعي أن لا يخاف لومة لائم مادام ملاكاﹰ في سلوكاته الحياتية – طبعاﹰ عدا بعض الثغرات هنا وهنا المتجاوزة  بالنظر أن لكل جواد عثرة – إنه الأديب الفيلسوف …الذي كتب بالريشة ما لم يكتبه بالقلم، كتب أجمل وأجود القصص وأرق الأشعار وأعذبها..إن قصة النبي تشي بطُهره وحكمته وهي تكفي يا أبنائي.

وكيف تفسر إذن علاقاته المشبوهة مع صديقته ماري هكسل التي كانت تزوره في صومعتهِ بانتظام وكلاهما غير متزوج؟

ماري هكسل لم تكن ابنة الحقل ولا ابنة جبل لبنان بل كانت معلمته معجبة بمواهبه، و كانت تأمل هي نفسها في أن يُتاح لها ما أتيح لجبران من شهرة ؛ وكي تخلّد اسمها بالتقرب منه أكثر، أولم تقرأ أبياته التي تقول؟:

               سَكَنَ الليلْ وفي ثوب السكونْ   تَخْتَبِي الأحلامْ

              وَسَعَى البدرْ وللبدرِ عُيُونْ       تَرْصُدُ الأيامْ

              فَتَعَالَيْ يا ابْنَةَ الحقلِ نَزَورْ      كَرْمَةَ العُشَّاقْ

              عَلَّنا نُطْفِي بِذَيَّاكَ العَصِيرْ      حُرْقَةَ الأشْواقْ

فكلِفت به، وفي صومعته ، التي كانت مزار أصدقائه الكثر من أعضاء الرابطة القلمية. أو حتى إن إفترضنا أنه لا هذا و لا ذاك ، يعني ترجيح العلاقة الجنسية المنتظمة بينهما ، ذلك لا يُلغي ملائكيته في شيء إنما يقويها ، ألم يكن لأقرانه من أدباء المشرق وشعرائه العقاد والبارودي والرافعي وشوقي وتيمور- الذين تربى أبنائهم على نصوصه المدرسية – علاقات مماثلة؟، الفرق هو أن علاقاته بهن كانت علنية ، في وضح النهار، بينما علاقاتهم هم بهن كانت تتم في السّر و تحت جناح الظلام.. كما طالعتنا به “سارة” و”السحاب الأحمر” و

إذن هات، حدّثنا عن قصتك “حدثني الشيطان قال”  ما دامت لا تحاكي الأسلوب الجبراني؟

إذا كان الشيطان في قصص جبران هو “وهم” ترسب في المخيال الجمعي العربي والاسلامي أو قل هو الشخص الجدلي ؛ الذي لا بد منه حتى يستقيم الكون والحياة . أما معي فإنه لذات السبب أي دخول الانسان الجنة بسببه، فإن الله قد يسامحه.

ويدخلُه الجنة؟

 أجل. ويصول ويجول فيها مثل ابن المقرح ففي هذه القصة جعلتُ الشيطان هو ابن مقرح أبي العلاء المعري بلحمه ودمه ، يفوز بالجنة ويطوف بها من سماء الى سماء ، متفقداﹰ نزلائها “المُصطفون” من أصحاب السعادة ، ناظراﹰ في شؤونهم وأحوالهم.

هذا شيء عُجاب يا أستاذ “!..غاية” المفروض أن يعرّج على جهنم ليتفقد أحوالها.

 تتعالى الضحكات داخل الفصل : أههه ههههه… اهههه ههههه

ها قد بدأت تجادلني في أمر الدراما التي تحرك شخوص القصة ، أولم أقل لكم أن القصة لا بعدها ولا قبلها.

 وهنا يتخلى الدكتور سْفَر عن لغته الفصحى و يتكلم بالعامية : – علشان أهل الجنة أنفسهم ، ما لاعين رأت و لا أذن سمعت في حَضَراتهُم ، ترتيب حيفزّعكُم يا وْلاد ؛ ناس ما بيُخطُرش على بالها إنها راح تشم ريحة الجنة رايح تلقَ نفسها مع قصة “حدثني الشيطان قال” تحتل مراتب متقدمة في الفردوس الأعظم… إنما إيه موش دا و بس

يتدخل “طالب مجموعة الخلف” مقاطعاﹰ:

ولماذا لم تنشر القصة مادام الأمر كذلك؟

أخشى أن يحدث لي مثلما حدث لجبران مع أقرانه أدباء ونقاد “الديوان” و” أبولو” وغيرهما لن يجرجرونها إلى أسفل سافلين فحسب ، بل أنا متاكد أنهم سيسفِهُونها ، لأن صاحبها ليس على مذهبهم .

وهل رضي المسلمون بإبليس في الجنة، ألم يُنكره القوم يا أستاذ؟

إن البشر لا يستطعون رد إرادة الله ومشيئته.. بل أجزم من أنهم وهم في الحياة الدنيا كانوا متيقينين بأن الشيطان هو حكمة الله لا شيء آخر. وما بالك وهم يرونه وقد فاز بعفو من لدن خالقه.

القصة تتحدث باختصار، علشان الوقت ضيق ، أن ربِّنا ممكن يفاجئ خلقه يوم الآزفة:  أعظم وأرقى ناس الجنة يومئذِﹺ ليسوا أنبياءا ولا أولياء صالحين بل هُمَّا ناس مسمعناش بيهم خالص، ناس عاشوا في تاريخ الإنسانية الطويل وكانت حياتهم الدينية والأخلاقية والاجتماعية أرفع بكثير بكثير، وبسطاء وعاديين لدرجة ما أشهرُوش بأنفسهم خالص ، بل بالعكس انزوُوا وعاشوا حياتهم الملائكية بعيد عن الأضواء جُوا عوايلهم ، وبعد قائمة طويلة يعني بعد الملايين من الصنف الراقي دا يأتي في منتصف الترتيب الدور على اللي أكرمهم ربِّنا بالجنة : يأتي دور الأنبياء والصالحين اللي حضراتكُم عارفينهم… وإلى الحصة القادمة إن شاء الله.

وقت الخروج…تُسمع همسات “مجموعة الخلف” الواحد بيقول للآخر: “الله يهديك يا مُفتري يا شيوعي”.   ويرد عليه :” هو الله يهدي الشيطان ، دا هو الشيطان بلحمو ودمو. تَراه يكتب سيرتو وموش واخِد بالو.. لعنة الله عليك إلى أبد الآبدين

…………..

*كاتب من الجزائر

 

 

مقالات من نفس القسم