ساري موسى
قضى عمرَه لاهياً كطفلٍ مدلّل؛ كلّما عشق شيئاً وتيقّن من تحقيقِ ذاتِهِ من خلاله، تركه بعد فترةٍ من الانقطاعِ التّامِّ عن العالمِ من أجلِهِ، منتقلاً، بالحماسةِ الأولى ذاتِها، إلى حُلُمِ حياةٍ آخرَ.
إلى أن أقدَمَ مؤخّراً على الانتحار بطلقٍ ناريٍّ في الصّدغ الأيمن، ثم نظّفَ الدّماءَ الغزيرةَ التي لطّختِ الحائطَ والسِّتارةَ، وتجمّعتْ في بِركةٍ تحته على البلاط، وشنقَ نفسَه.
بالأمس عادَ ليُصبحَ طبيباً نفسيّاً للمرّةِ الثّانية، لكنّه اليومَ اختصاصيٌّ في علاجِ حالاتِ الاكتئابِ المُزمن.