كلب شارع

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 49
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هدى حسين
أريد أن أنعي كلب شارع
لأن لا احد ينعي كلب شارع
لا في السلم ولا في الحرب
لا احد يحفر قبرا
ويدفنه
لا أحد يعرفه
يخافونه عندما ينبح
ربما
يخشون عضته وما يليها من حقن
ربما
يقطعون ذيله وقت السلم
فيفقد نصف طريقته في التعبير
الرقابة البشرية
تقطع الذيل وتربط الأذنين
يلعبون معه غصبا لعبة “من السيد هنا”
يركلونه بطرف الأحذية
أو يرمونه بالحجارة
أو يمكرون بحبل حول رقبته مكلل بالوعود عن التبني المنزلي
ثم يطوحونه ككرة معدنية في الهواء
في الحرب
لا يسأل القاتل
هل أصابت القنبلة كلب شارع
لا دخل له بحيثيات المعركة؟
لا يأمر الغازي بإجلاء الكلاب
قبل البدء في تصفية البشر.
أريد أن أنعي كلب شارع
مات موتا عاديا
بلا معركة
بلا بطولة
فقط كان كلبا
في الشارع
ومات
رأيته منتفخا على جانب الطريق
والذباب يخرج من بطنه وفمه
كلب سيتعفن هنا
ويتحلل هنا
ويصبح هيكلا عظميا في النهاية
ثم يتساوى مع التراب.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم