بعيداً عن عيونِ النخلِ
انتَحلني واكتبني في لوحِ المرايا
حبةَ ندىً
أو شجرةَ لهبْ
هاليلويا
أنا غنيمتُكَ المُثلى
*
الغيبُ يُراودُني
بليلٍ بهيٍّ .. بمكائدَ .. ودسائسَ .. ودهاءْ
مسَّ سِرّي .. سُرَّتي .. وسُراتي
ضفيرتي حمراء
ببياضِ الصحفِ الأولى
من غيرِ رواةٍ
لا سرَّ لها
ولا صلاة
*
هاليلويا
أتهاوى فيلقُطُني ظلّي
من هشيمِ المرايا
أستبيحُ المدى بقبضةِ ريحٍ
كُنيتي نصلٌ وأحلامي كنانة
ضفيرتي حمراء
واسمي قيامة
*
أعلمُ أن لا شريكَ لي
في خمري
وسبحانَ لبني إذ يشتهيك
أطلقْ لبيكَ من بين شفتيكَ
إشهق بآياتي
لتتعالى عَتمتي فيكَ
تنفسْ خيطَ العَتمةِ
سأرسمُكَ بياضاً ناصعَ الوجعِ
أستعيرُ وجهَكَ لأراني
أمسحُ عن شفتيَّ
غُبارَ ليلكَ
أرصفُكَ صراطاً من أغنيات
حجراً حجرا
*
هاليلويا
أنا غنيمتُكَ المثلى
أنمدُّ إليكَ
بولدانٍ من غبشٍ نديٍّ
مثلَ أغنيةٍ تَسيحُ من أثداءِ الأمهات
أنمدُّ إليكَ بسيلِ سبايا
جِئْنَ
من آخرِ فتحٍ للرصاص
أنمدُّ إليكَ
بشَيبةٍ إذا جنَّ ليلُها
تلوكُ غُبارَ الحكايا
أنا غنيمتُكَ المُثلى
هل ثمةَ نخلةٌ مثلُ دَمكَ
هل بقيَ من فَيْء نخلِكَ
متسعٌ للأنبياءِ
لنبوءاتٍ بكرٍ
ولمريماتٍ جدد بنكهةِ البتولْ
لغياباتٍ بضفيرةٍ حمراءَ تُشبهني
هل بقي من ذراعيكَ
متسعٌ لإضمامةٍ أخيرة
*
كم من إلهٍ لاذ بصمتكَ
واختبأ خلفَ جسدكَ
من سريرِ بكائِكَ
او بقايا شظاياك
لحمُكَ الحيُّ خمرُ الملائكةِ
ورُقْيَةُ الصبيان
هل تعلّقَ الخلقُ بأردانكَ
حين ألبسوكَ ثوبَ الصلاة
هل بقي من قمحِ الاولين
متسعٌ لجوعٍ آت
***
هاليلويا
أنا غنيمتُكَ المُثلى
*
لكزَ مُهرةَ الغيابِ
ومضى
وعُدتُ أقلّبُ الألمَ الأبيضَ
بإسمِكَ اللّهم
أطفئ أحزانَ الصغارِ
……………..
*شاعر من العراق