وقلبٌ مزّقه الرماديُّ
أي هواءٍ سوف يأتي
من هذا الباب
أيَّ أزرق؟!
.
(2)
في هذا الليلِ
يغفو الوردٌ في خيالاتِ البيتِ
أمرَّ بين الغرف
وحيدةٌ ومكتملةٌ مثل شبح
أفتِّش عن براءةٍ
خبّاتها في المرايا
عن كلماتٍ تركتها لي أمّي
فوق أثاث البيتِ
..
لمن كلُّ هذا البياض؟!
(3)
في الليلِ تكثرُ طلقات الرصاصِ
وظلالٌ من الثورة تتسللُ
من تحت الأبواب
سأزرع شجرةً في البيتِ هذه الساعة
أتسللُ إليكً في الحلم
بكلِّ وهني
وأنا أحمل مسدسي الفارغ
أخبِئه تحت الوسادةِ
وأرقُدُ بجوارك في الظّلال
.
(4)
كنتُ أعرِفُ ذلك الذي
ينامُ بجواري،
غريبٌ هذا الرجلُ
غريبٌ هذا الفِراش
كيف نلتصق بِه كلَّ ليلةٍ هكذا؟!
نقتله كلَّ ليلةٍ
بنفس الدِقّة.
.
(5)
العطرُ الذي ضيّعته
لم أعرف أبدًا
أيَّ رائحةٍ كان
يأتيني في الحلم طيرٌ
يحطَّ فوق نافذتي
ويرّتب الأسباب
العطرُ مراوغٌ
الذي لم تمسّه أصابعي
يتنفّس دوني بعيدًا بعيدًا
يخلِط الأملً بالذكريات.
سأخترعُ له رائحةً ومعنى،
ذلك العطرُ
هل كان لي؟!
.
(6)
ذات يومٍ كسَرت لي عائلتي ضلعًا،
ولم يولد الأربعة وعشرونَ
فقط راح الضلع يئنًّ في الروح
حتى اليوم.
.
(7)
أنتَ لي .. متّسعٌ من الضباب
أختبئ فيه من الألمِ
والنكهةُ الحارّة للموتِ
تأتي في آخر القلبِ
محمّلاً بصدى الحفيفِ
الخافتِ للأحلام
تائهًا مثلي
مثل حقيقةٍ حزينةٍ
أرهقتها الروح.
..
(8)
هذا بيتي يا ابنتي
افتحي الأبواب للسماءٍ تدخل إليهِ
امنحيهِ قلبكِ
وادخلي إلى الظلال المتراكمةٍ في الأركان
وأحبّيني من جديدٍ
كي أراني
وتذكري يديِ الطيبتينِ
حين أزالتا الغيومَ مِن فوق
أثاثٍ البيتِ
أعيدي إليَّ الأشجارَ
التي رسمناها معًا بدفتركِ
واحكي لي حكايتنا
النائمةً تحت الوسادةِ
لا أريدُ شيئًا آخر
في شتائي هذا
غير بعضٍ من ضوئكِ
وقليلٍ من الغناء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شـاعرة وروائيّة مصريّة
من ديوان “آخر القلب” الصادر مؤخرًا عن الهيئة العامة للكتاب