مكتبة وحيد الطويلة

وحيد الطويلة: نحن الكُتّاب غلابة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

علي عطا

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن لأحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه، الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية، ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة الروائي والقاص المصري وحيد الطويلة أحد “عشاّق الكتب”الخاصّة، وجئنا بالاعترافات الآتية.

علاقتي بمكتبتي هي تبدو المكتبة بالنسبة إلى الكاتب كما لو كانت ظهره الذي يحميه، عائلته الحقيقية التي يحتمي فيها ويحتمي بها، كما لو كانت أحياناً أخرى دلالة على أنه (مثقف)! الحقيقة أنك جئت بكل أسف لمن لا يملك بضاعة في هذا المجال، فأنا منذ سنوات سائح في أرض الله، أصنع مكتبة ثم أتركها، كمن يترك أيتاماً في كل بلد.

هل تعرف مرارة هذا الشعور الذي يغصك حين تعرف أنك لن تستطيع اصطحاب كل أولادك معك، أضع نسخاً من كتب أحبها، إن توافرت، في المقاهي الجديدة التي يقرأ فيها الشباب على رائحة القهوة وانتظار لحظات الحب، أنا من كتاب “التروبادور”، جوال حيثما تحط بي قدماي، أحمل ما استطعت وأعود به إلى مكتبتي الأم في داري بالقاهرة، متخوفاً من اليوم الذي سوف يطوِّح فيه الورثة بالميراث إلى بائع عابر.

أزور مكتبتي مرّة كلّ

كما أسلفت مكتبتي، حيث أنا، ليست كبيرة، أزورها دوماً، أحياناً مراراً في اليوم، وأحياناً أنقطع لأسبوع، لكنني لا أقدر على الهجران والبعاد، أعود للوصل كي لا تغضب المعشوقة.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ (رواية، شعر، خيال علمي، سير ذاتية، مسرح، دين، سياسة…):

كل ما سبق، ربما أقل كثيراً في المسرح أو الخيال العلمي، لكنني ألتهم ما أستطيع، وأنا كاتب مزاجي, أعترف أن انتقاءاتي تخضع أحياناً لهذا الظرف، أقرأ كثيراً في الشعر وأتابع بفضول كبير السير الذاتية التي تكشف لك العوالم التي تخيلتها من قبل، لتفاجأ كثيراً من بذخ المعنى أو رداءته.

أحفل بالكتب الدينية انتقاءً، وأتابع الكتب السياسية بحدسي، أيها يضيف وأيها يعرف طريقه إلى ركن بعيد.

الخيال العلمي عندنا قليل. الخيال نفسه قليل لدينا. نحن من تربى على النقل المميت لحركة الحياة، قد لا يهمك أنني أقرأ مجلة “ميكي” حتى الآن، وصدقت نبوءة زوجتي أنني سوف أتعارك عليها مع أطفالي ذات يوم، أنقذني منهم اختراع الكمبيوتر وقنوات الأطفال والشخصيات الفاتنة التي تضج وتطير بالخيال، هل تعرف “السيد ورطة”، و”كاسكو”، و”سبونج بوب”، أنا أعرفهم وأعشقهم.

كتاب أُعيد قراءته

الجريمة والعقاب” لدوستويفسكي، كتب وديع سعادة، عماد أبوصالح، جون كويتزي، “دفاتر دون ريغوبيرتو” رواية يوسا الأخيرة، “إنها تومئ لي” لرفعت سلام، ساعي بريد نيرودا، جنرال ماركيز ومتاهته، “الرهينة” لزيد مطيع دماج، رواية لعلي المقري، وأخرى لعبده وازن وجبور دويهي وخالد خليفة، “الجميلات النائمات” لكاوباتا، “الرواية اليتيمة” لخوان رولفو، “مرايا” نجيب محفوظ، “الصعود إلى المنزل” لعبد المنعم رمضان، “فردوس” للبساطي، “أية حياة هي؟” لعبد الرحمن الربيعي، أوجاع ومسرات فؤاد عالي التكرلي، مختارات الأبنودي وفؤاد حداد، كتب صادق جلال العظم وحسنين هيكل، ولا أحب أورهان باموق.

كتاب لا أعيره

متاهة الإسكافي” لعبد المنعم رمضان، يانيس ريتسوس كله.

كاتب قرأت له أكثر من غيره

دوستويفسكي، يوسف إدريس، محمد مستجاب، جون كويتزي، وشريف صالح، وعتيق رحيمي، إن توافر.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي:

نافخ الزجاج الأعمى” لآدم فتحي.

كتاب أنصح بقراءته

رواية ”… الأشياء الصغيرة” للروائية الهندية أرونداتي روي، “الغواية”، و”الأيك”، لعزت القمحاوي، و”الشركة المغربية لنقل الأموات” لأنيس الرافعي، و”أحمر خفيف” لوحيد الطويلة.

كتاب لا أنساه أبداً

ألف ليلة وليلة”، “الثابت والمتحول” لأدونيس، “مذكرات إيفا” لخليل حنا تادرس.

بين المكتبة والإنترنت أختار

أختار المقهى، أنا كاتب مقاهٍ بالدرجة الأولى، أحد المصنفين العشرة الأوائل، أحمل أبناء مكتبتي فرادى وأحمل معي الإنترنت، لكن القراءة من كتاب متعة لا تطالها ولا تدانيها متعة.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم