سيارة بيضاء قديمة وغامضة
على الطريق الصحراويّ العاري
هي بطلة كلّ قصصي التي لم أكتبها بعد
.
أشغّلُ الأغاني في عقلي كي أطرد الخوف في كلّ مرّة
ابتسم ابتسامتي الغبية والمرتجفة
عندما يعرف عقلي أغنية مناسبة لنوع الخوف الحاضر
ثمّ أتوقّف، دائماً أتوقف
كي أذرف دمعة لا فائدة منها
كي أرقب سكينة ما تقترب
من وجهي المعتِّم
كي أكون مخطئة
كي أتدرب على إلصاق حرف الواو مع الكلام
أو كي أمسك النوم على غفلة منه
.
“الهوا بيردّ الروح“
” قلبي مكسور“
“قلبي عم يغلي “
” لا تجرحني “
.
دائماً يقولون الشّعر
لكن مرّة، قالت لي بنت بعيدة نبوءة صعبة:
” غمضي عين، فتّحي عين، بتلاقي حالك كبيرة “.
.
أحياناً
أحصل على أيام متتالية من الرضا
أرتدي حذاءً بطيئاً
أصعد الدرج على رؤوس أصابعي
أسيء الفهم
التفت للغياب
أخبره أن بابه كامل وبشع
ثمّ أضحك وأضحك ..عليه ..على كلّ شيء ..
متجاهلة غضب السماء
وأنّها تفكّر لو تصير بحراً حقيقياً وتتواطأ مع الجاذبية
كي نموت جميعاً
نحن كلنا: الغياب والحزن والحرب والزهور والأغاني والقبور وأقسام الولادة في المستشفيات والخذلان والزوايا البعيدة المنسية والضحكة و” صباح الخير “و” لقد مات …” و”أحبّك “
كلنا كلنا ..
السماء غاضبة جداً،أفكارها خطيرة، ولا تمزح
لكني أستمر بالضحك
ولا يسكتني غير تذكري
لأكوام الكتب الدراسية التي تنتظر أن تُملأ في عقلي
الأصغر من ذبابة .
(2)
مشغولة
مشغولة جداً
أرتّب الجملة وأرفعها بوجه أصدقائي
لديّ بكاء كثير
سبعون خطوة على الطريق الطويل
وبيتي ليس هنا ..
مشغولة
أغلق بابي
وأرجع إلى البداية
حيث جلدي والسقف
أرمي كآبة الآخرين على الأرض
ومتأكّدة أن لا عيون هنا
فمن أين يأتي كلّ هذا الخوف ؟
مشغولة
أرسمك
وأفشل بزرع الزهرة الأخيرة
في رئتك اليسرى
رأيت ؟
حزني لا آخر له
لكني أعرفك
أعرف كيف ينزل الليل على قلبك
أعرف أن السمكة لا تعضّ
وأن اللون الأبيض يقف على الحياد دائما وبالتالي بشع
أعرف أن لا شيء يربح في النهاية
فلماذا أفشل دائماً
وانتبه إلى كل شيء ؟
مشغولة
مشغولة جداً
قشّر لي طلاء أظافري
أحضر لي جملة طويلة
فأنا متورّطة هنا
وغريبة
لكن لديّ بيجاما زرقاء
عليها أحلامي كلّها:
كواكب ونجوم كثيرة وملوّنة
لديّ قطّة هادئة تحبّ النوافذ
لديّ كلام كثير أطرده من حياتي
.
فقط،
خذني
أنا متعبة
هيا ننام .
(3)
أقدّم لِيَدَي العالم رأسي
وأفكّر ..لو أشتري لي وردة ؟..
أفهم أن العالم ليس كريماً ليفتح لي يديه
كلما مالَ قلبي
و أنّ الصوت الحُلُو ..لا يمكنه أن يرتفع أكثر
كي يغبّش على الأصوات المجروحة في الخارج
أفهم أنّ البنت المشغولة بشيء ما في يدها
البنت ذات الشعر البرتقاليّ الذي يطيّره الهواء
صاحبة البلوزة البيضاء المبقّعة و الحياة الغامضة و التي على سَفَر
لن تقول لي أبداً قصّتها
حتى لو التفتت لي من بعيد
و قالت: مِلح ..
كل ال ” أحد ” لا نعرفهم
مع ذلك نحبّ لو يحملون أسَانا
على كتف قليل و مؤقّت ..لكن كامل ..
ألبسُ الأحمر
و أبحثُ عن ال ” أحد ” الذي لا أعرفه
ألبسُ الأحمر و أصدّق أنّه كرز
ليصدّق
أنّ أسَايَ مثل القطن ..أليفٌ و لا يثير الرعب أو الصمت
و يحبُّ لو يحمله كاملاً بدون تحريف
على كتفه الشاسعة ..