قبل أن يسمح لي بالكتابة بالقلم الحبر، أغراني شكله علي مكتب أخي الأكبر، و كانت تعجبني هيئته وهو يكتب، انتهزت فرصة عدم وجوده بالمنزل وهرعت إلي مكتبه وسرقت – لنقل أستعرت !- قلمه الحبر، واختفيت خلف البيت معه ومع ورقة بيضاء لأجرب إحساس القلم، نعم، بعد أن كبرت وأغراني كازانوفا بتاريخه الفاجر، صرت أري أن إحساس الأقلام مثل النساء، في كل منهن حين تضاجعهن شيء مميز ، ولكن يبدو أن فيّ بذرة فساد و تمرّد أدركها أهلي و م يعرفوا أنها سوف تكون سبب شرائك للصحيفة سيدي القارئ لتقرأ مقالي الأسبوعي، وإن كنت لا تعرفني فأنا اسمي سانتييجو، أقطن غرناطة.
شرعت أكتب ، وجدت أنه متدفق وناعم كجلد امرأة ملساء، و لأنني رأيت أخي الأكبر هذا يضاجع حبيبته في الغابة، ورأيت أن ثمة علاقة بين المضاجعة التي رأيتها وبين ما أفعله الآن ولا أدري أهو فعل انتقام ام ماذا من أخي أحس أنني أكتب علي جلد إمرأة ما كتبت ، وصفت ما كانا يفعلانه واخترعت قصة أن أبي الذي هو مريض الآن، كان يواعد امرأة غير أمي، كانت تلك أول مرة أذوق فيها لذّة أن أكتب بحق؛ و كأني لم أكتب من قبل !!
انتهيت بعد غروب الشمس و قد كانوا يبحثون عني تلك المدة فيما كنت مستغرقا في عالم آخر، انتبهت فزعا لتأخري و هرعت إلي المنزل أستقبلتني أمي بصراخها “أين كنت إيها الأحمق”.
لم أرد
ـ “و ما هذا الذي في يدك”
قلت “إنها ورقة لا أكثر”
قالت :أرنيها
قلت: لا
قالت أرنيها
وصرخت و نقضت علي و أمسكت الورقة و شرعت تقرأ مذهولة ، نظرت لي “هل رأيت أبوك يا ولد يصاحب إحداهن !!!أين رأيته قل”.
لم اره. قلت.
جرت و صعدت سلالم البيت الداخلية و أفزعت والدي من نومه ، لتريه ما كتبت ، عاد أخي وكان خبره وخبري قد ذاع صيته ببركة أمي، وانهال عليَّ أبي ضربا، ثم بعد أن استرضاها أبي وأقنعها كالعادة عندما تغضب بمعسول كلامه هدأت وحوّلت غضبها علي أخي الذي يضاجع أبنة برناردو بائع اللبن.
لم أنس تلك اللحظة التي دخل عليّ فيها أبي ليلا
“هل أنمت ؟” قال
قلت:” لم أنم بعد ”
ثم اقترب مني و ابتسم ابتسامة تواطؤ و إعجاب وقال: “و لكنها قصة رائعة”.
وانهرنا في الضحك معا.
حين أنظر ما صرت إليه الآن من كاتب معروف جعلك عزيزي القاريء تبتاع صحيفتنا لتقرأ عامودي اليومي، أري أن ذلك كان بسبب شيء واحد حدث ذات يوم .. غواية القلم الحبر
” سانتييجو”
لوموندو اسبانيولا