هذا الدم مباع بالكامل

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

الملائكة لا تطير

تأتي لكي تمكث طويلا

حاولتُ أن أنسى كراهيتي للقطط

ساعدتني في ذلك قطة حبلى

كانت دؤوبة ومتكلمَة

مرت من أمامي وكلها فخر

ثم مكثت بجوار كوم القمامة

لعقت نفسها كثيراً

حتى بدت ساخرةً مني...

**

الشعر يوطد علاقتنا بوصمة العار الوجودية

_كنت أعرف ذلك وأنا أحب للمرة الألف_

أفتح قفص الهلع لطائري

ويمر الوقت كصلاة ثنائية

فالشعر أحكام صارمة متعسفة

لحبيبي الآن قصيدة جديدة

ساكنٌ دائما بجوار مباني حديثة الإنشاء

رأيت الأطفال يلعبون أمامها

يرسمون بيوتا من الأسمنت

بجرادل الماء التي كانت للعمال

فقدتُ مداولة الحكم عليهم

فانتبهتُ لطفلة بشعر طويل مبتل

تميل مع لعبتها على رمل البناء

_وأنا أنتبه لطفلة للمرة الألف_

لمحتُ الحب خارجا من القصاصة الشاعرية

للتسلية…على وشك البناء.

***

أعتقد

أن ذلك الرجل هزمني تماما

بعدما فتحتُ له كشكول مذكراتي

كان عريّ يشبه الجدات

قوي ويحتاج عناية كبيرة

كأي هزيمة….ساحقة؛ من الزمن.

****

أحيانا تكون نهاية مجازٍِ ما

أن أحدنا سعيدٌ في مكانٍ آخر

أن الذات تعلمت على سطح بحيرة

وهي عائمة على التأني

أن تولى اهتماما ما لكوب ماء

وتشربه على فترات

كأنه الحركة الخاصة لعطشها

ويستغربها الناس

تغترب من الحاجة للشراب الملّون

وشجاعة كهذه

تلزمها قصة حب….لتتسق الصورة مع التكوين.

*****

هذا ما يحدث غالبا في عملي

يحضر الموت والمرض والفداحة

كابناء مدللين للعاملين على ظلم العالم

وأنا من المكلفين بالتخلص منهم أو تهدئتهم

ما يشعرني بالعظمة تجاه الطب

الخطاب الأبدي على أكياس التبرع بالدم

أكتبه كإله متقاعد عن الفجيعة

أو مُقال من سحابة العذاب؛

*هذا الدم مُباع بالكامل*

وخزيٌ كهذا

يلزمه قصة حب….لتخف الروح وتضحك على الملحمة

********

في أوقات كهذه لا أجد وقتا للكتابة

أشعر بالرضا

إذ يصبح الشعر حولي

مجرد نشرة أخبار نفسية

عن الذي يكتب كي لا تسقط حمّالة الستارة بينما يضاجع أمرأته

أو الذي يكرر البحر بجوار الوقت

أو مًن يكتب محاولا فهم الجبال على الطريق الصحراوي

جاعلا من نفسه

*منطقة تساقط صخور*

لا أجد كتابةً للوقت

ولا وقتا للكتابة

تناثرت الرؤية على هيئة أشلاء لعضو واحد

أتعرف عليها كصاحبها

هكذا

أمنح الشعور هويتي

كأنه لم يزل في جسدي

أي بترٍ هذا الذي منح القلم

أحقية الحركة الواهية من فرط الافتقاد

ربما ألجأ لكتابة الرسائل المقتبضة

في التاكسي

حيث أفقد وقتي ورؤيتي

وأشاهد الأحصنة تجر الكارتات

في ظلمة إنسانية….إنسانية الشغف.

****

الملائكة لا تطير

وليس لها وظائف عضوية

كما أن الشياطين تحرق قبل أن نلمح حركتها

ندمي أنفسنا في الحسرة على صناعتها

صناعتها سبقت خسائرها

والملائكة ليست من مراوح الهليكوبتر

ولا الشياطين موتور خرب

أنا مثلا

انسلاخٌ مرح لآلامي

فتاة بقبعة وفستان قصير تمشي مصادفة في حي شعبي

تلعن الطريقة التي وصلت بها إلى هنا

وتجرب هذه الليلة أن تمكث طويلا.

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم