المَشْيُ بعيدًا

شعر : عاطف عبد العزيز

شهقتها باسمكَ في بئرِ السُلَّم

كانت كفيلةً بأن تُطيِّرَ كلَّ شيء،

بانَ الماضي كسفينةٍ غارقة،

انحسر عنها الماءُ فجأة.

 

إنها آمال الجميلةُ بنتُ جيرانكم

القدامى،

فكيف أطاعكَ قلبك وقلتَ : يا حاجّة!

أكنتَ تعتقد فعلاً بأن المرأةَ

عائدةٌ من الحجاز؟

أم

تذكّرتَ فجأةً أنها تكبركَ بعامين؟

 

على الأرجح

أنتَ خاطبتَ الطَرْحَةَ البيضاءَ،

والجسدَ الذي زادت رصانتُه

في غيبتك،

وباتت تهاجمه هشاشةُ العظام.

 

صبيةً كانتِ الشهقة،

حتى إنها استردتْ في لمحةٍ

طريقَكما

إلى المدرسة،

 

استردتِ الأشكالَ التي رسمتماها معًا

على الأسوار،

الفراشاتِ التي اختنقتْ بين الأناملِ

الصغيرة،

مكامنَ الطفولةِ تحتَ الأسرّةِ

وفي الدواليب،

واليدَ التي مسّدتْكَ

فارتعشَ برعمكَ في الظلامِ،

واستطالَ.

 

انتبهْ!

لعلكَ مشيتَ بعيدًا بما يكفي

أن تكونَ غيرَك،

فخُذْ إذن بأصابعِ الجميلةِ التي

أرهقها الوقتُ

عبرَ الدَرَجِ المحطَّم،

الأصابعِ التي أطلقتْ عفاريتكَ

ذاتَ يوم،

ثم لم ترجعْ إليك.

ــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر مصري

مقالات ذات صلة

عشرون حَفّارَاً

ملاك لطيف في رأسي مُدنٌ خائِفة، أُناسٌ قلقونَ يرتدونَ أكمامًا طويلة فوقَ أعضاءٍ ناقِصة. في رأسي عجل وحيد على التّلة. أصوات يضيع العابر بينها....
موقع الكتابة 17 يوليو 2020
أقسام الموقع