هبة عصام
ميكانيزم
اليومَ أيضًا
أرصُّ الكلماتِ الحادّةَ خلفَ الأبوابِ،
وأُثبِّتُ الميكروفون
في فروةِ الجروِ الصغير.
اليومَ يزيدُ وزني
كيلو جرامًا آخرَ مِن سوءِ الظن،
وأَرشُّ القسوةَ فوقَ رؤوسِ المارةِ.
اليومَ أيضًا أبدو كوحشٍ بَريٍّ،
وغدًا.. سأُلوِّنُ زجاجَ المنزلِ
كي لا يلمحَ العابرونَ
هشاشةَ الجدران.
***
سحابةٌ حولَ قلبي
تقتربُ السماءُ،
لكنَّ النملَ يجوبُ أطرافي،
يحفرُ أنفاقًا في العِظامِ
ويشدُّ الحبالَ إلى بعيد.
تقتربُ ولا أحدَ يفتحُ النوافذَ
غيرُ شبحٍ عرشُهُ في الهواء،
له سيّدٌ يقفُ خلفَ وجهي،
لا تُظْهِرُهُ المرايا، لكنني أراهُ فجأةً
حين ألتَفِتُ.
الكوابيسُ عتباتُ الجنونِ،
وهذا الصباحُ مزركشٌ بالقهوةِ
وحافلاتِ المدرسة.
أحتاجُ غرفةً عازلةً لأن الألمَ له صوتٌ،
والخوفَ له صوت.
تقتربُ السماءُ،
وَيَلُفُّ اللهُ السحابةَ حولَ قلبي،
يخبرني عن وردةٍ بُعِثَتْ هُنا،
فأُخبرهُ عَن حسابٍ
عالقٍ هُناك.