جورج ضرغام
للجحيم اثنا عشر بابا، كما وعد الأوليمبيون (قرناء الشعراء).
على كل باب، قصيدة نثر مدقوقة بهدب حمامة من قهوة
الأمنيات المحنطة، ومومس مزركشة بسبعة نهود وفرجين،
عُلِقت من ذيلها الأزعر.. ليكتب الأسماء كلها :
1ـ أندريه بريتون :
المجنون.. شق فستان الروح، وأخذ الحمامة وهي تستحم،
شربها.. وانفجر ريشًا يضحك في مخيلة الحانات.
2 ـ فيليب لاركن:
الكمنجة الصلعاء، خفيفة الظل.
3ـ توماس إليوت:
همس للمسيح (بعد “الفصح”)، أن يُصلب ظهرا.. ويبتسم،
كي يموت “الدواعش” بغيظهم!!
4ـ تشارلز بوكوفسكي:
قص ذيل كلبه الوفي، وعلقه ربطةً أنيقة لعنقه. كانت تجري
خلف مؤخرات النساء سارقات السراويل الملونة.. وتعضها،
فتمسخها: شاحنات قمح!
5ـ رينيه شار:
نام تحت المطر، وغطى جسمه بغيمة اللغة،
ليحلم بإنقاذ القصيدة من الغرق.
6ـ أنتونان آرتو:
أشعل سيجارة يوم الطوفان، أصابتْ بني نوح بالسعال،
فألقوه من الفُلك، فابتلعته عاهرة بزعنفة أنيقة
كانت تحب الشعر والرقص والتدخين.
7ـ رفائيل ألبرتي:
الرصاصة التي كذبتْ على البرابرة:
قدمي عرجاء..
لا تقدر على الركض إلى الرؤوس،
فأعطوني خشب البنادق لأصنع:
عكازة لوحيي، وسفينة في العين!!
8ـ المعري الملحد*:
وجهه المجدور حبوب لمنع الحماقة. ينصح طبيب اللغة، أن
تُأخذ قبل الموت وبعده!!
9ـ حلمي سالم:
سارق مناديل الحزن من جيب الغراب.
10ـ ديبورا ديجيس**:
دقتْ عصفورًا في عينها، فطارتْ إلى خلف النهار
لترى “زوج الشمس” يمسح ظهر حبيبته الملتهب
بزيت المطر.
11ـ بول سيلان*** :
قفز في النهر ليحرض الأسماك على زراعة الورد.. ولم يعد!!
12ـ جورج ضرغام:
خبأ الأرواح في مؤخرة الذبابة، ليدنس يد رجال
دينٍ حمقى.. وضحك!!
خبأ النهود في مؤخرة الذبابة، ليدنس يد الشعراء
التقليديين.. وضحك!!
………….
19 فبراير يوم ميلاد الشاعر الفرنسي أندريه بريتون، ويوم وفاة رينيه شار.
لم لا يكون عيداً للشعراء؟!
* أبو العلاء المعري
** شاعرة أمريكية (1950- 2009) ماتت منتحرة. كانت من شعائرها أن تخلع حذاءها أثناء إلقائها الشعر اعترافا بقدسيته، وظهر هذا في بعض من أمسياتها.
*** بول سيلان مات منتحرا في نهر السين