سارة حامد حواس
يا بَابِلُ حَدِّثِيني
عَنْ طُيُورِ جَنَّتِكِ المُهَاجِرَةِ
عَنْ أَسْرَارِكِ الْمَتْرُوكَةِ فِي تُرَابِكِ الْمَنْسِيِّ
عَنْ أَعْمِدَتِكِ الَّتِي هَتَفَتْ بِاسْمِكِ وَلَمْ تَسْمَعِي
عَنْ بَابِ عِشْتَارَ الَّذِي تَرَكْتِهِ غَارِقًا فِي أَزْرَقِهِ
عَنْ أَسَدِكِ الْمَنْحُوتِ فِي صُخُورٍ لَا تعرفُ الهزيمةَ
عَنْ فُرَاتِكِ الَّذِي يَرْكُضُ فِي دِمَاءِ قَلْبِكِ
يَا بَابِلُ
جِئْتُكِ مِنْ بِلَادِ النِّيلِ
طَائِرَةً عَلَى جَنَاحِ شِعْرِي
لِأَعْرِفَ مَاذَا فَعَلَ بِكِ طَائِرُكِ الْخَائِنُ
رَأَيْتُ دَمًا يَسِيلُ مِنْ فَمِكِ الْمَغْدُورِ
كُنْتُ أَطِيرُ بَيْنَ أَرُوقَتِكِ كَفَرَاشَةٍ تَحْلُمُ بِرَحِيقٍ لَا يَمُوتُ
رَفَعْتُ يَدَيَّ إِلَى سَمَائِكِ لِأَجِدَ مِفْتَاحَكِ
هُنَاكَ أَبْوَابٌ تَنْتَظِرُنِي
مَعَابِدُ تَهْتِفُ بِاسْمِي
مُنَاجِيَةً حُبًّا مَفْقُودًا
هُنَاكَ أَبٌ يَنْتَظِرُ فِي مَتَاهَتِكِ الْبَيْضَاءِ
أُمٌّ تَغْزِلُ نُجُومَهَا فِي ضَفَائِرِكِ
هُنَاكَ طِفْلٌ يَلْعَبُ بِنُورٍ سَقَطَ مِنْ سَرِيرِكِ
يَا بَابِلُ
انْتَظِرِي
لَا تَرْحَلِي
لِأَرْكُضَ فِي تُرَابِكِ
لِأَجْرِيَ بَيْنَ مَعَابِدِكِ الْرَّاهبةِ
لِأَسْبَحَ فِي سَمَاءِ صَخْرَةٍ يَتِيمَةٍ
وَجَدْتُهَا تَحْتَ قَصْرٍ مَيِّتٍ
جِئْتُكِ
لِأُقَبِّلَكِ قُبْلَةَ الْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ
قُبْلَةَ مُحِبِّينَ فِي يَوْمِهِمُ الْأَوَّلِ.
فَامْنَحِينِي بَعْضَ أَسْرَارِكِ لِأُحِبَّكِ أَكْثَرَ
أَنْتِ كَالْوَاحِدِ لَا يَنْقَسِمُ
وَأَنَا مِثْلُكِ
امْرَأَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ إِلَى وَاحِدٍ
بابل/العراق
١٩ من أبريل ٢٠٢٥