تقول رسالة أخرى: “أنا اللون البيج وأفتخر. أنا أيضًا متعب لأنني في المرتبة الثانية بعد اللون البني. وليس من العدل أن يأخذ اللون البني كل الدببة، الأحصنة والعرائس، بينما الشيء الوحيد الذي آخذه هو عشاء الديك الرومي (إذا كنت محظوظًا) والقمح. ولنكن صرحاء، متى رأيت آخر مرة طفلًا متحمسًا بتلوين القمح؟”.
هل تشتكي منا الأشياء ونحن لا نسعمها. في كتاب “يوم استقالت الأقلام” للكاتب درو داي والت ترفض أقلام التلوين ما يحدث معها. بعض الأقلام يستعملها دنكان طوال الوقت، وبعضها ينساها كثيرًا. فيشتكي كل قلم مما يحدث معه، ويتفقوا جميعًا أن تكون استقالة جماعية أو احتجاج على ما يحدث معهم.
هذه فكرة جميلة أن يفكر الطفل في أثر تصرفاته في الآخرين، حتى لو كان الآخرون هم مجرد أشياء، لأن ذلك ينمي الإحساس بالمسؤولية.
ينشط الكتاب أيضًا فكرة التضاد لدى الطفل الكثير والقليل. والكبير والصغير. فهناك ألوان يلون بها أشياءً كثيرةً، في مقابل ألوان غاضبة أيضًا لأنه يلون بها أشياءً قليلة. تضاد آخر في الألوان التي تلوِّن جسمًا كبيرًا، فالرمادي غاضب لأنه يلون الفيل، والفيل جسم كبير لذا يخاف الرمادي أن ينتهي بسرعة، على العكس هناك ألوان تلون أشياءً صغيرة الحجم.
تحرك الحكاية خيال الطفل حول بعض الأشياء التي يمكن تلوينها بأكثر من لون، فأي لون يكون هو الأنسب له فعلاً، وما هو مستقبل اللون الذي أصبح قصيرًا.والكثير من الأسئلة الأخرى التي تجعل الطفل واعيًا بما حوله مهتمًا به ومسؤولاً.
يميز الكتاب أن الرسوم يدوية، والصفحات طفولية وحقيقية، فيستطيع الطفل تخيل أنها أقلامه فعلاً التي تتحدث، وأن هذه الصفحة تشبه رسوماته وقريبة منها. كما أن الخطابات التي كتبتها الألوان مكتوبة بخط اليد، وليست مطبوعة. ليصبح الكتاب شديد القرب من عالم الطفل الحقيقي.
وقد توفرت الوحدة اللونية لكل صفحة، لأن الصفحة التي تحوي خطاب اللون الأحمر مثلاً، كانت كلها باللون الأحمر.
عن الكتاب
اسم الكتاب: يوم استقالت الأقلام
اسم المؤلف: درو داي والت
رسوم: أوليفر جيفرز
سنة النشر: 2014