حسن حصاري
وَهَا أنا .. أيَّتهَا الحَياة الفسِيحَة
أتحَسَّسُ وحِيداً، ظِلَّ
وَجهي المُلتصقِ
بِالجدارِ المَائلِ لِلمَدينة الضَّيقة.
المَدينة تِلك،
المَائلة نَحوَ هَاويَة
النِّسيان.
هلْ كنتُ يَوما [ أنا ]
مِنْ عَابريها نَحوَ مَطارِح
بُؤسِها العَاري مِنْ خُطواتِ
ذِكرياتِ طفُولةِ
شيْخُوختِنا.
شيْخوخَتِنا المُسْتعْجلة دوْماً
لِلفنَاء.
** ** **
فمَاذا لوْ أغلقتُ عَيْنيَّ المُغلقتَينِ
أكثرْ..
نَظرتُ إلى مَدينةٍ تمْتصُّني
كريقٍ جَافٍ
هلْ سَتراني حَقاً
كمَا أرَاها [ أنا ] فِي الظلام ..؟
تمْسِكُ نَبراتِ صَوتِي العَابرِ بَيْنَ
حُدودِ الوجودِ
وَالعَدم،
وَأنا أقودُ جَسدي، إلى
مَا وَراءَ، جِدارِ ذاكِرةِ الأرْضِ.
أحَقا لأرْضِنا، ذاكِرةٌ مِثل
ذاكِرتي الشاحِبة ..
** ** **
لِجِدارِ المَدينة، يَا إلهي ..
إشاراتِ قسْوةِ
الجِدارِ العَاتي
لا مَنافِذ تَهْوئةَ صَوْتَ الفِكرَة
وَالكلمَة ..
لا شُقوق لِزرْع نَوايا القلبِ
لا مَصَابيحَ أعْمِدة أمَل تُضيءُ
مَساءاتِ شجن البُيوتِ المُقفرة.
المَدينَة .. المَدينَة ..
قاسِيةَ الوِلادَة
يَا إلهي ..
قاسِيةَ المَوتِ
يا إلهي ..