ولادة قيصرية

ولادة قيصرية
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

علاء محمد زريفة

النزيل الأخير في فندق الجحيم. أتى عارياً من أية عاطفةٍ ممكنة. جسده مصابٌ بحروق من الدرجة الرابعة، قلبه وحيداً كان ينبض، ولكن دمه كان متخثراًومعافى من أي أعراض جانبية للحنين.

جلس على الكرسي، وازن خفته بإسناد كفه على جدار الروح المائل صوب عينين رآهما، ولم يكونا

ـ ما اسمك.

سأله ملاك الاستقبال.

لحظة، لحظتان، وكأنه يستذكر كراسة الاسماء حتى وجد لنفسه واحداً.

ـ يشبه اسمك. قال

ـ ماسبب دخولك إلى هنا؟

ـ شاركت في حرب مقدسة، ومُت يأساً من النصر، ومن الأمل.

تريد زاوية منفردة، أم. ماذا؟ (الملاك وهو يضج من تكرار عمله الرتيب)?!.

ـ لي قصةٌ أرويها، وأريد أرواحاً أقل كلاماً، وأكبر آذاناً.

ـ ما الذي تريد استعادته بالضبط؟ يشير بابهامه إلى جهة علوية (إنه غالبا لم ينم، ويسمعنا)

أريد مقدرتي على الحياة بلا هواجس، بلا شعور مكهرب باللذة، بلا أوعية زجاجية تعيد صداي إلى رأسي إثر كل سقوط حر من صخرة الفكرة، بلا وبلا ..

وأريد علبة مناديل ورقية ألقحها فساد أنفاسي دون أن تكترث بي صاحبة حزني.

ـ أأنت تهذي؟

أنت هنا، و لاتقنع بمصير الدمى الملونة، هذا ليس ميلادك.  ولا شجرة ستلد نبوءات وهمك.

صرخ النزيل من صوت يقاتل أحشاء ما تمنى.. :

ـ أريد أن أموت، أن أموت لا أكثر..

ومضى ينتعل غصاته، ويزفرها، ويبلع طل عينيه بفم ملئان بالصمت.

مابقي مني لايذكر، جل ما أتمناه نسيان ذاكرتي، وشرب وجهكِ كعصير من عنبٍ خريفي، وتركك تضحكين. 

على السرير أحدنا يولد من نفسه ثانية.

آهٍ… .. كم أرثي..!  لأنك ستعيشين مرة واحدة.

…………..

*كاتب من سوريا

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون