وغالبا ما يكون عبر الجرح

بالنتينا روخاس
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

بالنتينا روخاس Valentina Rojas

ترجمة: أحمد يماني

لازِمَة

تلتصق مشاعري بالسماء وأرى كيف تتحول إلى غيوم رمادية،
المشاعر تلتصق بالوحل .. وكم هي ثقيلة!
تلتصق مشاعري بالمرآة ويستحيل الانعكاس إلى ماء.
تتسمر قدماي في الأرض….
لم يعد هناك صوت في هذا الصوت ولا نور في النافذة.

جهارة الصوت

ما صوت الشعر؟
سأل ذات مرة.
وأنا قلت له، وإذا لم يكن للشعر صوت؟
ربما بالنسبة لي هو هذا، الكلمة التي تأتي من الصمت
الكلمة التي تصنع وتولد، لا أعرف من أي موضع غامض…

أليخاندرا بيثارنيك

تَذكّرُ طائر يتنقل من فرع إلى آخر،
بينما يبدأ كل حرف في الالتصاق بقوة في الحلْق.
وحدك أنت يا أليخاندرا كنت تفهمين ذلك التعب
بين ما هو حُلميٌّ لكل كلمة
وبين علامة اللغة

منفى الإنساني
القيد والمرارة
أليخاندرا، حيث فروع الشجر الحكيمة تخترق الجانب الآخر من الليل
وتنتظر المصابيح على الضفاف بأنوارها المشتعلة

غموض ملاك ينظر صوب الفراغ
بفم منفجر حين يتعيّن،
الجمال الذي يؤلم.

لقد شققتِ طريقك حافية في حضن الموت
الآن تصطبغ الرمال البيضاء وتتخفى
طوال رحلة الطائر الذي ينزف.

في ظل الأيام

أيام بعينها أصحو
وأُستشعر الأمسَ
لا أحطم النوافذ
الغزو الليلي يتركني في دائرة من النجوم
وأظل أدور وأدور
كيف لا أضيع في هذه الكآبة،
الأشباح تتكلم بصوت خافت
وتذكرني بمن أكون
سماء مظلمة تحت القدمين
ركضت وراء العصافير الصغيرة الميتة التي تسكن ذاكرتي
ولكن فعلا
كان الوقت قد فات.

هبوط

«في فن الطيران
لابد أولا من تعلم السقوط».

برونو سالومون

أرى طائرا يخرج من عشه
يكتشف أن لديه جناحا مكسورا
ينزف جناحه الأيسر
رغم ذلك، يبدأ طيرانه
أنا أتذكر ركبتيّ المكشوطتين
وذراعيّ الشاسعتين
اللتين تسافران بين الشقوق الصغيرة

يسقط الطائر، جريحا
وركبتاي، تنزفان.

بحث

نحن بحاجة ماسة
إلى التعلم من فن الطيران
إلى التعلم من غموض اللغة
مما يسكننا
من الجوهري ومما لا يُختزل
الآن أفكر
أين أمضي بشَعري القرمزي
لأنير الجبال في الليالي
أجد جلدي الباهت وقطع الأرض التي أبدا لم تكن لي
كانت الرغبة أن أجد شفتيّ الخرقاوتين والظامئتين
اخترقت الغيوم صدري والنور السماوي…
يضيء…
الكلمة صار جسدا
الكلمة صار في جسدي
وندى الصبح وجد جسدي عاريا
بين تلك الأرض التي أبحث عنها
والتي تتملكني ولا أتملكها…

مكان ظليل

ينير الضوء عميقا
ويعكس من نكون،
كل يوم يُلعب بالظل
نتتبع مسيرة أسلافنا
والكواكب.

روحٌ تكلم أخرى
وغالبا ما يكون عبر الجرح،
تتواصل الفواصل.

من الضروري أن تنظر إلى نفسك في الظلام
وأن تفتح عينيك في السواد.

ليس دائما في الوضوح
يتم عرض كل شيء لنا.

……………..

*(كولومبيا، 1998)

مقالات من نفس القسم