محمود مجدي قدري
وجهها يحفظه أهل المدينة، على الإعلانات -أسفل أعمدة الإنارة- وعلي واجهات محال الملابس النسائية، كانت بالنسبة لي صورة ثابتة مبتسمة ومتأملة، حتي رأيتها ومارس يستقبل أبريل، تجلس خلف لوح زجاج تمرّد علي الرمل، وأصبح شفافًا كي يسمح لعيني أن تتلصص علي المقهي الأنيق عندما مررت به، والشمس تغذي الأرض من حليب دفئها، وهي تتكلم في الموبايل، تحرك شفتاها، أحرك قدمي، وبالحركة تغير الزمان والمكان وعبرتها دون التفات، لكني منذ ذلك اليوم، أتلفت كل مرة أمرّ فيها أمام اللوح الزجاجي، ومهما كان الجالس علي المقعد فإنه يبقي في عيني خاويًا.
………………..
* من النصوص الفائزة في مسابقة “ستاند شعر”
كلمة الشاعر عاطف عبدالعزيز عضو لجنة التحكيم عن النص:
يقترب نص شاعرنا إلى حد بعيد من مفهوم قصيدة النثر عند صناعها الأوائل، وقد نجح الشاعر من خلال نصه في صناعة مشهد شعري بالغ الرهافة، عبر لغة تداولية بسيطة، خالية من الزخارف ولكنها جاءت حاسمة بلا تزيد.