أنا مفتون بتلك الفكرة التى وضع طارق إمام يده عليها ، فمن فكر فى تحويل اليد إلى كائن حى قبله؟! من توصل لتلك الفكرة العبقرية المجنونة التى تجعل بطل الرواية قاتلاً نبيلاً يبدو رائعا حتى وهو يطعن هؤلاء الخاملين القبحاء المرضى بالثرثرة .
لو لم يكتب طارق إمام سوى تلك الفكرة لكان كافياً،لكنه صال وجال وأصبح ناضجاً قادراً على طرح أفكار فى لغة متماسكة يصعب أن تجدها لدى كتاب بلغوا من العمر عتيا .
“قتلتها لتصير أكثر جمالا كانت فى حياتها امراة قبيحة “..(الرواية ص91).. هكذا يقتل صاحبنا لتصبح الحياة أكثر جمالاً واحتمالاً ، فهو بطل يعمل موظفاً بجهاز الاحصاء والتعداد وتلك منطقة جديدة لم يحرثها قبل طارق إمام أحد ، وهو قاتل يمتلك كل صفات النبل والشجاعة والذكاء والورع أيضا ،و يشبه ذلك القاتل الممتع فى فيلم 7 “seven” لمورجن فريمان وبراد بيت .
انظر إلى جارته التى كان يراقبها من الشرفة عندما دخل شقتها لأول مرة :حاولت أن أوقظها ، بنحنحة في البداية ، ثم بكلمة يا مدام ولكنها لم تستجب . بدأت أهز جسدها برفق.. ثم بعنف . جسدها أزرق و مثلج . عيناها مفتوحتان على اتساعهما . جسدها متيبس .اختارتني سوسن لأخبر الناس بموتها قبل أن تتعفن في الظلام . ربما انتَحَرَت . ربما مات حبيبها القديم اليوم بالذات .. تحقق وعده بميتة متزامنة لكليهما . لم أجرب قبل ذلك أن أقتل جثماناً .
أي لون سيكون عليه دمُ امرأة ميتة إذا تجولت مطواة ٌفي جسدها ؟ .