فراشة
كانت مغمضة العينين، في مكان مظلم، تنتظر ساعة الصفر التي ستخرج فيها للنور، تتحين الفرصة، ملت وتعبت من الانتظار، لكنها كانت على يقين أنها ما أن تصبح جاهزة للتحول من يرقة إلى فراشة بجناحين ملونيين مدهشين، حتى تخرج للدنيا…
خرجت أخيرا من شرنقتها، نظرت لانعكاس صورتها في الماء، أعجبت بجناحيها جدا. تلفتت حولها وجدت كل الفراشات الجميلات طرن بعيدا، نادت صرخت ، لم يسمعنها، حاولت اللحاق بهن، تنبهت لها واحدة من الفراشات، فلتفتت اليها قائلة: لا تحاولي اللحاق بنا، تأخرت جدا، لا أحد ينتظر أحدا !
نقص
تبرد قهوتها في انتظار رشفة منها، تجلس في المقهى جسدًا بلا روح، روحها هناك تفكر بمصيبتها التي ألمت بها، وتمسح دمعة فرت من عينها، وتسأل نفسها: لمَ أنا؟!
يمر بها جارًّا عربة التسوق أمامه وبجانبه زوجته، فيعض على شفته السفلى نادبًا حظه.
يتعثر بشاب ثم ما يلبث أن يعتذر منه، يمشي الشاب متلفتًا وراءه ناظرًا لعربة التسوق والزوجين، مُمَنيًا نفسه بيوم يعثر فيه على شريكة لحياته.
يركض طفل ويمر من بين قدميه حتى يكاد يوقعه، يبتسم الطفل ويسمع صوت أمه مناديًا: ﻻ تبتعد.
يتنهد ويتساءل: متى سأكبر وأصبح حرًا كهذا الشاب؟!
ـــــــــــــــــــــــ
*شاعرة أردنية تقيم في الإمارات
* صدر لها “خفيف كالهواء، ثقيل كالمروحة”