رضا كريم
حصار
يغمرُكَ الغيمُ
بردٌ يشلُ الخُطى
ومطرٌ من كتلِ الرمادِ متواترُ
أن تمدُ اليدَ يهطلُ
يغمرُكَ الشتاءُ
حتى تكاد أن تتلمسَ
بأصابعِكَ أحقادَ المللِ
*
التابع
ًليسَ ضوء
ما تركتهُ ورائي
ًليستْ سارية
تحاربُ إرضةً أزلية
ما تركتُ جداراً خلفيَّ
للاتكاءِ ولو للإستراحةِ مرةً
مثلَ إنشوطةٍ كلما التفتُ
ولو عن بعدٍ تشدُني
لأرى تحت الشمسِ الساطعةِ
وهجَ ورطَتي
أنتَ لستَ أكثرَ من ورطتي
آن أمسحكَ من طريقِي
تزهرُ أكثَر كأنكَ صنيعةَ يدي
*
صفرُ اليدين
حيوانٌ نهمٌ
هو الصبُر، يعتاشُ على كلِّ شيءٍ
يتسابقُ مع كلِّ شيءٍ
يباري الندمَ أو الحلمَ
ثم يُجلسنا بين عبوسِ الوهمِ
. وصفرِ اليدين
*
وجهٌ
خيطٌ رهيفٌ
بين أن تنسى أو أنسى
وجهكَ المنحوتَ
على هيكلِ أيامي
، الحافلةُ بالعثراتِ
لم تكن البوصلةُ
رغم كلِّ ما أجمعُ لها من حطبٍ
ِمن مفردات الحنين
وماشابهَ من إنفجارات الشوقِ
ماشابهَ من كظمٍ
لنغزاتِ الفراقِ
أمام البوحِ
في ليالي العزلةِ
لإن المرءَ لا يُؤآخذُ بالجرائرِ
لاسيما بجريرةِ
ٍ وطنٍ قاس
*
رفقة
بعدما أنهكتُ ظليَّ
نتعثرُ بحرِ الصيفِ
وننكمشُ ببردِ الشتاءِ
نجربُ فسحةَ الأملِ
ننتظرُ مرةً على قارعةِ الكلماتِ
ومرةً على منصةِ الأحلامِ،
أو ونحن نستردُ بعضَ عزيمةٍ
من مدرجِ النوايا الطيبةِ
وبعدما……….
بعدما يأخذُه اليأسُ
، كنتُ أجادلَهُ
أغريهُ بناصيةِ مقهى
، بغرفةِ فندقٍ من الدرجةِ الأخيرةِ
ليتسنى لي تمزيقُ رسائلَ الإحباطِ
بعدما ………..
لم يستردَ عافيتَهُ من محنتي
وكي لا يتركَني وحيداً لا أملكَ خياراً
. صارَ مرآتي