نصوص لـ سارة سامي
سارة سامي
أقف أمام المرآه عارية تماما
من كل شئ إلا ملابسى
وجهى مطموس
جسد هزيل و شاحب
ينيره الأبيض فيخيفنى
أرتعش و أبدأ فى الركض
أرقص حتى أغيب
أغيب حتى أرقص
أغنى بصوت خفيض
ليس بأوان الجهر
أغنيتى زرقاء
و ملابسى سوداء
و عيونى رمادية
أرقص حتى أغيب
أشرب حد الثمالة
أثمل حتى أرقص .
....................................
و ها أنا أطوى الطريق كبساط زهيد ساحت ألوانه من كثرة الأقدام الموحلة ، أطويه وحدى كأول مرة سرت فيه .
الأحداث تتكرر ، بكرة فيلم سينمائى تعاد مرارا، واقع لا يقبل الواقع ، فيلم بلا مخرج يوقف التصوير ، ممثلون يرتجلون أدوارهم و المؤلف لم يضع سوى البداية و النهاية ، أنت تختار السياق الإضاءة ، و الكادر و الممثلين المساعدين .
أرتجل كالمرتجلين ، ارتجال مبتذل ، أداء مزيف و إضاءة تحرق عينى .
متى ينتهى الزيف؟!
.............................................
جسدى لا تتخلله أيه علامة ، لا جرح قديم ، ولا وحمة ولدت بها ، حتى شاماتى ليس بها طابع مميز.
أبيض خالٍ من الإنحناءات ، فاقد للأسلوب ، ليس به شئ خاص .
كان من الممكن أن أقاتل و أصاب بضربة سيف فى جنبى الأيسر ، أنزف دما حتى يلتئم جرحى تاركا خط أحمر بارز يميزنى ، أن أصاب برصاصة فى كتفى تترك ثقب بجوار القلب ، طلقه خرطوش ترقش كتفاى و تعلق عليه نجوم السماء ، أن أركب دراجة و أسابق بها الرياح إلى أن أسقط على وجهى و ركبتاى ، فتشق جبهتى و تجرح تاركة نهار أو ليل ، نجمة أو قمر أو حتى خط أعرج. و لكننى أجبن من أن أحتمل المغامرة ، فظل تاريخى كجسدى خالٍ من أي شئ سوى الخيبات المتكررة و علامات التمدد التى تمتد كأشعة الشمس على خصري.
طابور من النمل يمشى على جسدى ، ينخر فيه كما نخر فى عصا سليمان و جعله يتهاوى ، يرتحل من الصفا للمروة و يسافر من أقصى إلى أقصى .
أستفيق من هذا الغزو ، أفعص كل نملة جاحدة بنيت لها جحر فى جسدى ، فأجد زهرة اللوتس تضئ من نافذتى .
ما هذا الأمل الكاذب !
قلبى يعتصره الألم ، و شراب السكر و اللوز يجزع نفسى ، كنت أظنه سيسعدنى .
أغتسل فى نهر الأردن و مياهه الصافيه و لكنه النهر المحمل بالأسى مثلى فكيف يبرأنى .
ـــــــــــــــــــــــ
كاتبة مصرية