كليلة مثلجة …نشرب زجاجتين من البيرة
و نأكل قطعتين من الحلوى
…..دقات على الباب
لا أحد يتذكرنا فى هذا الوقت!!!!!!!……
هيه…….إنه سانتا كلوز
يفتح كيسه الضخم
يعطينا منه
كرةً ثلجية ناصعة البياض
بها عداد زمنى أحمر
نضعها فى ركنٍ بعيد
…..و كليلةٍ باردة
نجلس قبالة بعضنا الآخر
أضم ساقىّ بين فخذيها
نذوب فى قبلة عميقة
…….ثم
نتلاشى كاثنان وحيدان يقطنان حجرة وحيدة
فى ركن بعيد من العالم
زارهما سانتا كلوز
و أعطاهما هدية مرعبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجلٌ عجوز يتصبب عرقاً فى ليلةٍ باردة
لأنه أراد أن يذهب للمتجر
ليشترى خمس ثمار كرزٍ حمراء
كان عليه أن يتجاوز عتبة الباب بصعوبة
الأرض مبللة بالمطر
و السماء ما زالت تومض بالخارج
عربة خضرواتٍ إنزلق حمارها فى الطين
ساعد صاحبها فى تهيئتها للوضع السابق
و عندما سار خطوتين
لاحظ إمرأةً تسند ظهرها للحائط
ترتدى خرقاً بالية
أعطاها قروشَ قليلة
تكفى عشاءها الذى
ربما يكون الأخير
عندما وصل لناصية الشارع
صادفه قاطع طريق
سرق منه ساعة جيبه الفضية
التى اشترتها له زوجته فى عيد ميلاده
قبل أن تموت بقليل
حين وصل للمتجر لم يكن بجيبه
غير ثمن كرزتين
يزين بها كعكة رأس السنة
عاد للمنزل ينفخ بين أصابعه
الكعكة كانت معدة بإتقان
تنتظر حبات الكرز فوق المائدة
التى يجلس قبالتها إبنه الصغير
يقطف الهواء إبتساماته الشاحبة
التى يُمَنَّى العجوز نفسه بمذاقها
ممزوجةً بحبة كرزٍ لسنةٍ جديدة
لن يجهد عقله كثيراً بأنه
ربما لن يجد وقتاً كافياً
لصنع كعكةٍ أخرى
فى شتاءٍ قادم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر من مصر*
http://finganshai.blogspot.com/