مرزوق الحلبي
لا نصيحةَ لديّ لفتاةٍ كتبت اسم فتاها
على كلّ دفاتِرِها،
سوى أن تُبقي قلوبَ الحبّ بلا أغلفةٍ
كيْ يُجَنّ المديرُ
لا نصيحةَ لديّ لجارِنا البخيلِ
الذي
يُمسكُ الدينَ من ذيلِه،
ويهذي
هلّا خطفتَ الوقتَ إلى المقهى القريبِ
لتأخذ حصَّتكَ من سخائِهم
في توزيعِ السجائرِ الملفوفةِ بشغفٍ
ليسَ لديّ نصيحة للعاشقيْن
على طريقِ بيتِنا
سوى أن يُداريا فائضَ الحبِّ
والخطواتِ
ثمّةَ عاشقيْن سيمرّان هناك
عند المساء
ليس لديّ نصيحة أسديها
لشابٍّ
يحرسُ بابَ المدينةِ
اتركها خائفة قليلًا
كي لا تنكرُكَ غدًا!
لا نصيحةَ عندي لشاعرٍ قديمٍ
وشاعرةٍ جديدةٍ
لا يميّزان بين البوحِ على ضوء شمعةٍ
وبينَ مداعبةِ الذاتِ فوقَ سروةٍ
لا، لا نصيحةَ تنفع
لا نصيحةَ لديّ للتافهينَ
الراغبينَ في صعودِ النجمِ
خِفافًا دونَ معنى
هلّا حفظتم صورَ أهلِكم في المرايا،
فقد كانوا طيّبين
لا نصائحَ عندي لشاعراتٍ
وشعراء مُقيمينَ وطارئين
سوى أن
الهويّة ثيمةٌ
لا بطاقة دخول
لا نصيحة لديّ لعالمِ اللغةِ
يقولُ اتبعوني،
هي هناكً فِي متنِ المعجمِ
بلْ في متنِ الحياةِ ـ أردّ عليهِ ـ
فاتبعَ الناسَ
لا نصيحةَ عندِي لصديق قارئ
سوى
أبقِ عينيْك سالمتيْن
واقرأ بقلبِك
بقيت نصيحةٌ لابنتي
وأخرى لي
هو الوقتُ،
طُقّي عُنقَه على ركبتيكِ
وانقشي الوشمَ الذين تحبّين
أمَّا أنتَ
فلا توزّع نصائحَك كما يوزّعون
الحلوْى علَى بابِ المزارِ
أوِ الكمّاماتِ
أحتاجُ إلى نصيحة من امرأةٍ عاليةٍ
كيفَ يُمكنني أنْ أرقصَ ضحكَتَكِ
وأنسى كلّ ما كتبتُ؟
….
(تموز 2020)
